في قلب الصحراء التي تحولت إلى واحة من الحداثة والتطور، حيث ناطحات السحاب تعانق السحاب وأحلام المستقبل تتجسد على أرض الواقع، تكتب أبوظبي فصلاً جديدًا في كتاب إنجازاتها المتواصلة. هذه المرة، القصة ليست عن مشروع عمراني ضخم أو حدث عالمي استثنائي، بل عن أمر قد يبدو تقنيًا، لكنه يحمل في طياته مفاتيح فهم كل هذا الازدهار: الشفافية. فبعد سنوات من النمو المذهل، قرر مركز أبوظبي العقاري، وهو الجهة المنظمة للقطاع، أن يفتح الأبواب على مصراعيها، مقدمًا لجمهوره المحلي والعالمي نافذة واضحة على ديناميكيات سوقه المزدهر، وذلك بإطلاق أول “تقرير للسوق العقاري” له على الإطلاق.
يا جماعة، ده مش مجرد تقرير عادي. ده إعلان صريح بأن أبوظبي بتلعب بوضوح تام، بتقدم بيانات موحدة ومدققة عشان أي حد مهتم – سواء كان مستثمر كبير، مطور عقاري، أو حتى قرار حكومي – يعرف هو واقف فين وإيه اللي جاي. المهندس راشد العميرة، المدير العام بالوكالة للمركز، لخص الأمر ببراعة لما قال إن المستثمرين والمطورين وصناع القرار أصبح لديهم لأول مرة مصدر واحد موثوق به يقدم رؤية واضحة لأداء السوق واتجاهاته المستقبلية. يعني، زي ما بنقول كده بالبلدي: “الخريطة بقت في إيدينا كلنا”.
التقرير الأول من نوعه ده مش بس بيعكس الشفافية، لأ ده كمان بيحكي قصة نجاح مدوية عن أقوى أداء نصف سنوي للقطاع على الإطلاق. إيه اللي ورا الأداء القوي ده؟ عوامل كتير متشابكة: النمو السكاني المتزايد اللي بيجذب أعداد غفيرة من الباحثين عن فرص، والاستثمار الأجنبي اللي بيشوف في أبوظبي ملاذًا آمنًا وعائدًا واعدًا، وكمان التحول الواضح نحو المشاريع العقارية الفاخرة اللي بتلبي أذواق الطبقات العليا والمتطلبات العصرية.
لكن النقطة المحورية اللي لفتت انتباهي بجد في التقرير ده هي قصة العرض والطلب. تخيل معايا، السوق بيشهد نموًا مدفوعًا بطلب قوي لدرجة إنه تجاوز العرض المتاح في الإمارة بشكل ملحوظ. في النصف الأول من عام 2025، كان إجمالي الوحدات السكنية في أبوظبي حوالي 400 ألف وحدة، وخلال الفترة من 2022 وحتى الآن، متوسط نمو العرض كان حوالي 2.6% سنويًا. ده رقم مش بطال، صح؟ لكن اللي يصدمك إن الطلب في نفس الفترة دي ارتفع بنحو 6%! يعني، الطلب تقريبًا ضعف نمو العرض. والتقرير بياكد إن ده مش مجرد ظاهرة مؤقتة، لأ، دي “تفاوت منهجي ثابت ومستمر” من ساعة ما بدأت جمع البيانات الموحدة في 2019. تحس إن الناس جريت على الشقق والبيوت في أبوظبي بشكل غير عادي، ودي طبعًا إشارة قوية لصحة السوق وجاذبيته.
طب إيه تأثير الطلب الزائد ده؟ الأرقام تتكلم. القيمة الإجمالية للمعاملات العقارية في النصف الأول من العام الجاري بلغت مستوى قياسيًا غير مسبوق: 54 مليار درهم! وده بيمثل زيادة مهولة قدرها 42% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024. الرقم ده لوحده كفيل يوضح لك حجم القوة الشرائية والثقة اللي بيتمتع بيها السوق ده. والمثير للاهتمام إن مبيعات الوحدات السكنية كانت المحرك الأساسي لهذا الارتفاع، حيث سجلت قيمة معاملات وصلت إلى 25 مليار درهم، بزيادة سنوية قدرها 38%. والأغرب من كده، إن حجم المبيعات نفسه ارتفع بنحو الربع، ومع ذلك، المعاملات النقدية هي الأسلوب المفضل للدفع، بتمثل 81% من إجمالي المبيعات. الناس بتدفع كاش! دي حاجة بتوريك قد إيه فيه سيولة وثقة في السوق.
مش بس الوحدات الجاهزة هي اللي مولعة الدنيا، لأ، المشاريع “على المخطط” – اللي لسه هتتبني – ليها نصيب الأسد في المعادلة دي. التقرير بيشير إلى إن أفضل 10 مشاريع “على المخطط” ساهمت بنحو نصف قيمة مبيعات الوحدات السكنية في النصف الأول من 2025. وده بيدل على ثقة المستثمرين الكبيرة في رؤية أبوظبي المستقبلية والمشاريع المطروحة.
ولما بنتكلم عن الفخامة والرفاهية، لازم نقف عند قطاع الشقق الفاخرة. نمو سريع ومذهل. هذا القطاع لوحده مثل 57% من قيمة مبيعات الشقق في النصف الأول من 2025، يعني أكتر من الضعف مقارنة بحصته في 2023. جزيرة السعديات بتبرز هنا كمركز جذب رئيسي لإطلاق المشاريع الفاخرة جدًا. يعني لو بتدور على “شقة العمر” بتصميم عالمي وتشطيب سوبر لوكس، السعديات هي وجهتك بلا منازع.
مش بس البيع هو اللي بينتعش، سوق الإيجارات كمان ماشي على نفس النهج التصاعدي. القيمة الإجمالية لعقود الإيجار في النصف الأول من 2025 وصلت لـ 8.2 مليار درهم، بزيادة 6% عن نفس الفترة من العام الماضي. وإيجارات الشقق ارتفعت بنسبة 21%، بينما الفلل والتاون هاوس زادت إيجاراتها بنسبة 7% خلال السنتين اللي فاتوا. ده بيعكس استمرار الطلب على المجمعات الفاخرة وتلك المخصصة للعائلات، وبيبينلك قد إيه أبوظبي بقت مكان جذاب للإقامة طويلة الأمد.
المهندس راشد العميرة أكد إن هذا النمو مش مجرد صدفة، لأ، ده نتاج عوامل كتير زي النمو الاقتصادي القوي، وثقة المستثمرين الدوليين في الإمارة، وكمان تسليم مجمعات سكنية عالية الجودة ومخططة بإتقان. كل دي عوامل بتعزز مكانة أبوظبي كوجهة رائدة للاستثمار وجودة الحياة.
طب واللي جاي إيه؟ التقرير بيتوقع ارتفاع العرض السكني المستقبلي بنحو 4.6% بحلول عام 2028، وده هيضيف من 45 ألف لـ 55 ألف وحدة جديدة. وده طبعًا هيفتح المجال لفرص استثمارية إضافية ضخمة. يعني السوق هيفضل متحرك ودايناميكي، ومش هيقف عند الحد ده.
في الختام، تقرير مركز أبوظبي العقاري الأول مش مجرد أرقام وإحصائيات. هو في الحقيقة رسالة واضحة لكل من يراقب المشهد الاقتصادي: أبوظبي لا تتوقف عن النمو والتطور، وهي تفعل ذلك بشفافية مطلقة وثقة عالية. إنها قصة مدينة تبني مستقبلها ليس فقط بالطوب والأسمنت، بل بالبيانات الدقيقة والرؤية الواضحة، مقدمة نموذجًا يحتذى به في إدارة سوق عقاري حيوي. فهل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذه القصة الملهمة؟ يبدو أن أبوظبي ما زالت تخبئ الكثير من المفاجآت والإنجازات في جعبتها.