حسن محمود
البورصة المصرية تُظهر أداءً متباينًا وسط نشاط ملحوظ يوم الإثنين
في عالم المال والأعمال، لا تزال البورصة المصرية تلعب دورًا محوريًا في مشهد التمويل المحلي. ومع انطلاق جلسة يوم الإثنين، برزت معالم هذا الدور جليًا. بينما صعد المؤشر الرئيسي مدفوعًا بالأداء القوي لبعض الشركات القيادية، فقد كانت هناك أيضًا دلائل على تراجع مؤشرات الشركات المتوسطة والصغيرة.
ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة، مدعومًا بأداء الأسهم القيادية مثل البنك التجاري الدولي-مصر، ومجموعة طلعت مصطفى القابضة، والشركة المصرية للاتصالات. هؤلاء القادة لم يخذلوا السوق، حيث أضافوا حوالي 12 مليار جنيه إلى رأس المال السوقي للبورصة، الذي أغلق عند مستوى 2.520 تريليون جنيه.
لكن ماذا عن الشركات الصغيرة؟ بينما كان هناك إشراق في القمة، كانت القاع تعاني من انزلاق مؤشرات الشركات المتوسطة والصغيرة. سؤالي هنا: هل توازن السوق يفوق أداء البعض على حساب الآخر؟
تجلى النشاط الملحوظ في أحجام التداول، حيث بلغ مجمل حجم التعاملات 2.2 مليار ورقة مالية، بقيمة 4.9 مليار جنيه، تم تنفيذها عبر أكثر من 116 ألف عملية تخص 221 شركة. وفيما استحوذ المصريون على 88.3% من التعاملات، كانت حصة الأجانب 4.92% والعرب 6.78%. لكن بالرغم من هذا النشاط، اتجهت تعاملات الأفراد والمؤسسات المحلية نحو البيع، حيث سجلت صافي بيع بلغ 281.8 مليون جنيه.
الأرقام قد تكون معقدة نوعًا ما، بس عارفة لما نشوف أرقام معقدة دي، بنفكر في مدى تأثيرها على حياتنا اليومية. يعني، هل النسبة دي تعكس طريقة تفكير المستثمرين والمستهلكين؟
في ظل هذه التغيرات، شهد مؤشر “إيجي إكس 30” ارتفاعًا بسيطًا بنسبة 0.15%، ليغلق عند مستوى 35165 نقطة، بينما تباينت مؤشرات أخرى مثل “إيجي إكس 70” و”إيجي إكس 100″، التي شهدت تراجعًا بنسبة 0.5%. فهل نحن نرى انعكاسًا للاستثمار على مدى السنوات؟
وفي سياق آخر، تباينت تعاملات الداخليين والمساهمين الرئيسيين. إذ تمت صفقات شراء لأسهم بمشاريع مثل بالم هيلز والمصرية للمنتجعات السياحية، لكن أيضًا كان هناك مبيعات لشركات مثل البنك التجاري الدولي وفوري.
وفيما يخص بعض الشركات، برزت شركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي” بشكل خاص بعد إعلان نتائج أعمال النصف الأول لعام 2025. وبالرغم من تراجع مبيعاتها مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إلا أن البيان من العضو المنتدب، محمد الدماطي، صرح بأن الشركة تعمل حاليًا على هيكلة جديدة بعد فصل العمليات.
هل هذا يعني أن السوق يتجه نحو إعادة الهيكلة؟ إذ قال الدماطي إن الشركة قد تستهدف إنهاء العام بشخصيتين قانونيتين منفصلتين، مما يشير إلى فرص جديدة قد تفتح الأبواب للاستثمار.
تبدو الأمور وكأنها لوحة متغيرة باستمرار، بالنظر إلى جميع التحولات والأرقام المتنوعة في السوق؛ من الخسائر والأرباح إلى التغيرات الداخلية.
في ختام اليوم، تظهر البورصة المصرية كمرآة تعكس أحوال الاقتصاد المحلي. لكل رقم يُسجل قصة، ولكل زيادة أو تراجع دلالة على اتجاهات المستقبل. وكما يتساءل الجميع: ما هو الأمر التالي الذي سيحدث؟ هذا ما ستحمله الأيام القادمة.
