حسن محمود
موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستقبل شحنات متنوعة تعزز مكانتها كمركز لوجستي عالمي
السويس – علاء الدين يوسف:
في إشارة قوية إلى مكانتها المتنامية كمركز لوجستي حيوي على مستوى العالم، شهدت موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نشاطًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، باستقبالها شحنات متنوعة من السيارات والمعدات الثقيلة، وصولًا إلى وحدات تخزين الطاقة المتطورة، مما يؤكد قدرة المنطقة على استيعاب مختلف أنواع البضائع والسفن.
أعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في بيان لها اليوم عن استقبال ميناء السخنة لسفينة الرورو السعودية “بحري أبهى”، التي يبلغ طولها 217 مترًا وغاطسها 8.7 متر، قادمة من موانئ المملكة العربية السعودية. السفينة تحمل على متنها شحنة ضخمة تتكون من 900 سيارة و 40 معدة حفر بالإضافة إلى 10 طرود مختلفة.
وذكر البيان أن هذه الشحنة ستخضع لعملية إعادة شحن دقيقة ومنظمة على متن سفينة رورو أخرى، وهي “بحري ينبع”، التي ستتجه بها إلى ميناء مونتوار في فرنسا. هذه العملية المعقدة تشير بوضوح إلى القدرات اللوجستية المتقدمة التي يتمتع بها ميناء السخنة، وقدرته على التعامل مع عمليات الشحن والتفريغ المعقدة بكفاءة عالية.
وفي سياق متصل، استقبل ميناء الأدبية سفينة البضائع العامة “M.V. LIBERTY HARVEST”، القادمة من الصين. تحمل السفينة شحنة مهمة للغاية تتكون من 50 وحدة من وحدات تخزين الطاقة المتطورة، والتي ستستخدم في المشروع القومي لإنتاج الطاقة المتجددة في نجع حمادي بمحافظة قنا.
ويعتبر وصول هذه الشحنة إلى ميناء الأدبية بمثابة علامة فارقة، حيث أنها المرة الأولى التي يستقبل فيها الميناء وحدات تخزين الطاقة (البطاريات). وهذا يؤكد على التطور المستمر الذي يشهده الميناء وقدرته على التكيف مع احتياجات المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مصر.
دلالات واضحة على القدرات المتنامية:
يشير خبراء الاقتصاد والنقل البحري إلى أن استقبال هذه الشحنات المتنوعة، والتي تتضمن السيارات والمعدات الثقيلة ومكونات مشروع الطاقة المتجددة، يحمل دلالات واضحة على قدرة الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على التعامل بكفاءة مع مختلف أنواع السفن والبضائع.
ويؤكد هؤلاء الخبراء أن هذه القدرة تعكس جاهزية البنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها هذه الموانئ، وكفاءة التشغيل التي تضاهي أفضل الموانئ العالمية. كما أن هذه القدرة تعزز الدور المحوري لهذه الموانئ في خدمة حركة التجارة العالمية ودعم المشروعات القومية الطموحة التي تتبناها الدولة المصرية.
تطوير مستمر لتعزيز التنافسية:
تدرك المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أهمية التطوير المستمر لموانئها لتعزيز قدرتها التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي. لذلك، تشهد هذه الموانئ حاليًا أعمال تطوير وتوسعة واسعة النطاق تهدف إلى زيادة قدرتها الاستيعابية وتحديث بنيتها التحتية.
وتشمل هذه الأعمال تطوير الأرصفة وتعميق الممرات الملاحية وتزويد الموانئ بأحدث المعدات والتقنيات المستخدمة في مجال الشحن والتفريغ. كما تتضمن الأعمال تطوير الأنظمة الإلكترونية المستخدمة في إدارة العمليات اللوجستية، مما يساهم في تسريع الإجراءات وتقليل التكاليف.
رؤية مستقبلية واعدة:
تؤكد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على التزامها بمواصلة تطوير موانئها وتحسين خدماتها لتلبية احتياجات العملاء وتحقيق تطلعاتهم. وتهدف المنطقة إلى أن تصبح موانئها من بين أفضل الموانئ في العالم، وأن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في مصر.
وتسعى المنطقة إلى جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى قطاع النقل البحري واللوجستيات، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصري. كما تهدف المنطقة إلى تعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مجال النقل البحري، وتبادل الخبرات والمعلومات لتعزيز القدرات والكفاءات.
إن الاستثمارات الضخمة التي تضخها الدولة المصرية في تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة العامة للمنطقة، تؤكد على الرؤية المستقبلية الواعدة التي تتبناها الدولة لتحويل المنطقة إلى مركز لوجستي عالمي، يساهم في تعزيز مكانة مصر كلاعب رئيسي في التجارة العالمية.
