البيتكوين يقترب من مستويات قياسية مع ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي
الرياض: في ظل تزايد التكهنات حول اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في منتصف شهر سبتمبر المقبل، سجلت أسواق العملات الرقمية انتعاشاً ملحوظاً خلال تداولات اليوم، حيث قادت عملة البيتكوين هذا الصعود، مقتربة من حاجز الـ 113 ألف دولار، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان التساؤلات حول مستقبل هذا الأصل الرقمي المثير للجدل.
ووفقاً لبيانات منصة “كوين ماركت كاب”، ارتفعت عملة البيتكوين، وهي العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية، بنسبة 0.97%، لتصل إلى مستوى 112,937.93 دولاراً، مستعيدة بذلك جزءاً من خسائرها الأخيرة التي أثارت قلق المستثمرين. كما شهدت عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية، ارتفاعاً بنسبة 0.4% لتتداول عند مستوى 4,361.32 دولاراً، في حين قفزت عملة XRP بنسبة 3.16% لتصل إلى 3.01 دولاراً.
لم تقتصر المكاسب على العملات الرقمية الكبرى، بل امتدت لتشمل عملات أخرى مثل سولانا وكاردانو ودوجكوين، التي سجلت ارتفاعات تراوحت بين 2% و4%. كما ارتفعت عملة “$TRUMP” بنسبة 1.7%، مما يعكس حالة التفاؤل الحذر التي تسود أوساط المستثمرين.
إلا أنه على الرغم من هذا التحسن النسبي، لا تزال الأسواق متأثرة بالشكوك المتزايدة حول العوائد طويلة الأجل لاستراتيجية الشركات الكبرى التي تواصل شراء البيتكوين بكميات كبيرة، حيث يرى بعض المحللين أن هذا النموذج الاستثماري، الذي يعتمد بشكل أساسي على ارتفاع سعر البيتكوين، قد يكون غير مستدام على المدى الطويل.
وقد انعكست هذه الشكوك على أداء أسهم بعض الشركات التي تتبنى هذه الاستراتيجية، مثل شركة Strategy (المعروفة سابقاً باسم MicroStrategy) وشركة Metaplanet Inc، حيث شهدت أسهمها تراجعاً ملحوظاً خلال الجلسات الأخيرة. ويرى المحللون أن هذا النموذج يجعل أسهم تلك الشركات أكثر عرضة للتقلبات الحادة في سوق العملات المشفرة، ويقلل من جاذبيتها بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن عوائد أكثر استقراراً وأقل مخاطرة.
الأنظار تتجه نحو اجتماع الفيدرالي الأمريكي:
تتجه الأنظار حالياً نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر عقده يومي 16 و17 سبتمبر المقبل، حيث تترقب الأسواق عن كثب القرارات التي ستصدر عن هذا الاجتماع، وسط توقعات قوية بأن يشهد خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع وجود احتمالية ضعيفة لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وفقاً لأداة “فيدووتش”.
وتشير أحدث البيانات إلى أن احتمالات خفض الفائدة تبلغ 90.1%، مدفوعة بإشارات تباطؤ في سوق العمل الأمريكي، وهو ما يزيد من الضغوط على الفيدرالي الأمريكي لاتخاذ إجراءات لدعم الاقتصاد.
ويعتقد العديد من المحللين أن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي سيؤثر بشكل إيجابي على أسواق العملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين، حيث سيؤدي إلى زيادة السيولة في الأسواق وتشجيع المستثمرين على البحث عن بدائل استثمارية ذات عائد أعلى، وهو ما قد يدفعهم إلى الاستثمار في العملات الرقمية.
بيانات التضخم تحدد المسار:
بالإضافة إلى اجتماع الفيدرالي الأمريكي، تترقب الأسواق أيضاً صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس خلال هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تسهم في رسم ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة، في ظل المخاوف المتزايدة من تصاعد ضغوط الأسعار بفعل السياسات التجارية.
وإذا أظهرت البيانات ارتفاعاً في معدلات التضخم، فقد يدفع ذلك الفيدرالي الأمريكي إلى التراجع عن خطط خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤثر سلباً على أسواق العملات الرقمية. أما إذا أظهرت البيانات استقراراً أو انخفاضاً في معدلات التضخم، فقد يعزز ذلك التوقعات بخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يدعم أسواق العملات الرقمية.
تحديات ومخاطر:
على الرغم من الانتعاش الأخير في أسعار العملات الرقمية، إلا أنه يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالتحديات والمخاطر التي تواجه هذه الأسواق، بما في ذلك التقلبات الحادة في الأسعار، والمخاطر التنظيمية، والمخاطر الأمنية.
كما يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بأن الاستثمار في العملات الرقمية يعتبر استثماراً عالي المخاطر، وقد يؤدي إلى خسارة جزء كبير أو كل الأموال المستثمرة. لذلك، يجب على المستثمرين أن يقوموا بدراسة متأنية قبل اتخاذ أي قرار استثماري، وأن يستثمروا فقط الأموال التي يمكنهم تحمل خسارتها.
في الختام، تبقى أسواق العملات الرقمية ساحة للمتغيرات والتطورات المتسارعة، وعلى المستثمرين التحلي بالوعي والحذر، ومتابعة آخر الأخبار والتحليلات، قبل اتخاذ أي قرار استثماري.