arabic
الذهب يهز الأسواق المصرية: تقلبات في أسعار عيار 21 وتوقعات بمستقبل غامض
القاهرة: شهدت أسواق الذهب المصرية اليوم، الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025، حالة من الترقب والحذر، وسط تقلبات طفيفة في الأسعار، خاصة فيما يتعلق بعيار 21، الذي يعتبر الأكثر تداولاً وإقبالاً من قبل المصريين، والذي يطلق عليه البعض “معشوق الغلابة”. وبينما سجل سعر جرام الذهب عيار 21 استقرارًا نسبيًا في منتصف التعاملات، إلا أن حالة عدم اليقين تسيطر على السوق، وسط توقعات متباينة حول مستقبل أسعار المعدن النفيس.
استقرار حذر في منتصف التعاملات:
وفقًا لآخر تحديثات الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في منتصف تعاملات اليوم نحو 4,880 جنيهًا للبيع و 4,855 جنيهًا للشراء. ويأتي هذا الاستقرار بعد فترة من التقلبات التي شهدتها الأسعار في الأيام الأخيرة، مدفوعة بعوامل متعددة، منها التغيرات في سعر الدولار، والأوضاع الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى العرض والطلب المحلي.
باقي الأعيرة تسجل أداءً مماثلاً:
لم يقتصر الاستقرار النسبي على عيار 21 فقط، بل امتد ليشمل باقي الأعيرة المتداولة في السوق المصري. فقد سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5,577 جنيهًا للبيع و 5,548 جنيهًا للشراء، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 4,183 جنيهًا للبيع و 4,161 جنيهًا للشراء. أما سعر جرام الذهب عيار 14، فقد سجل 3,253 جنيهًا للبيع و 3,236 جنيهًا للشراء.
الجنيه الذهب يحافظ على قيمته:
فيما يتعلق بالجنيه الذهب، فقد حافظ على قيمته بشكل كبير، حيث سجل سعر البيع حوالي 38,640 جنيهًا، بينما بلغ سعر الشراء 38,440 جنيهًا. ويعتبر الجنيه الذهب ملاذًا آمنًا للكثيرين، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية، حيث يتمتع بقيمة ثابتة نسبيًا، ويُستخدم كأداة للادخار والاستثمار.
تذبذبات السوق.. الأسباب والتداعيات:
يعزو خبراء الاقتصاد والمحللون في سوق الذهب، حالة التذبذب التي تشهدها الأسعار إلى عدة عوامل، أبرزها:
- سعر الدولار: يعتبر سعر الدولار هو المحرك الرئيسي لأسعار الذهب في مصر، حيث يرتبط الاثنان بعلاقة عكسية. فكلما ارتفع سعر الدولار، انخفض سعر الذهب، والعكس صحيح.
- الأوضاع الاقتصادية العالمية: تؤثر الأزمات الاقتصادية العالمية والحروب التجارية والتوترات السياسية على أسعار الذهب، حيث يعتبر المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، مما يزيد الطلب عليه ويرفع سعره.
- العرض والطلب المحلي: يلعب العرض والطلب في السوق المحلي دورًا هامًا في تحديد الأسعار. ففي فترات زيادة الطلب على الذهب، يرتفع سعره، والعكس صحيح.
- قرارات البنوك المركزية: تؤثر قرارات البنوك المركزية حول أسعار الفائدة والسياسات النقدية على أسعار الذهب، حيث يعتبر الذهب بديلاً للاستثمار في الأصول التي تحمل فائدة.
توقعات متباينة للمستقبل:
في ظل هذه العوامل المتشابكة، تتضارب التوقعات حول مستقبل أسعار الذهب في مصر. فبينما يرى البعض أن الأسعار ستشهد ارتفاعًا في الفترة المقبلة، مدفوعة بتدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية واستمرار ارتفاع سعر الدولار، يتوقع البعض الآخر أن الأسعار ستستقر أو حتى تنخفض، في حال تحسن الأوضاع الاقتصادية وتراجع سعر الدولار.
نصائح للمستهلكين والمستثمرين:
يوصي خبراء سوق الذهب، المستهلكين والمستثمرين، باتخاذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الذهب، ومتابعة تطورات السوق عن كثب، قبل اتخاذ أي قرار بالشراء أو البيع. كما ينصحون بتنويع الاستثمارات، وعدم الاعتماد على الذهب فقط كأداة للادخار والاستثمار.
ختامًا:
يبقى الذهب، رغم التقلبات والتحديات، ملاذًا آمنًا للكثيرين، ورمزًا للثروة والقوة. إلا أن التعامل معه يتطلب وعيًا ودراية، ومتابعة مستمرة لتطورات السوق، حتى يتمكن المستهلك والمستثمر من اتخاذ القرارات الصائبة، وتحقيق أفضل العوائد.