هل تخيلت يوماً أن تصافح المستقبل، أو أن تشهد كيف تُرسَم ملامح المدن التي سنعيش فيها غداً؟ هذا ليس مجرد حلم، بل واقع يتجسد كل عام في ملتقى يترقبه الجميع، من كبار المستثمرين إلى الشباب الحالم بامتلاك شقة العمر. ففي قلب القاهرة النابض، وتحديداً بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، دُشّنت النسخة الرابعة عشرة من معرض “سيتي سكيب مصر” العقاري، الحدث الأبرز الذي لا يكتفي بعرض الممتلكات، بل يرسم آفاقاً جديدة للاستثمار والتنمية العمرانية. هو مش مجرد معرض، لا ده بجد احتفالية بالنمو والابتكار في قطاع العقارات!
تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، وبحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، انطلقت فعاليات هذا المحفل الهام، الذي من المقرر أن يستمر حتى السابع والعشرين من سبتمبر الجاري. “سيتي سكيب مصر” ليس مجرد تجمع عابر، بل يُعد المنصة العقارية الأضخم، ليس فقط على المستوى المحلي، بل الإقليمي أيضاً، حيث يجتمع فيه نخبة لامعة من كبار المطورين العقاريين، سواء كانوا مصريين، عرب، أو حتى قادمين من أرجاء العالم ليشاركوا آخر إبداعاتهم ورؤاهم.
وكعادته في متابعة نبض القطاع، حرص المهندس الشربيني على القيام بجولة تفقدية معمقة داخل أجنحة المعرض الصاخبة بالحيوية. خلال هذه الجولة، استمع الوزير بانتباه إلى عروض الشركات المشاركة، واطلع عن كثب على أحدث المشروعات العمرانية الطموحة التي تُطرح في السوق. ولم يكتفِ بذلك، بل أجرى حوارات بناءة ومثمرة مع عدد من كبار المطورين العقاريين العرب، ناقش خلالها فرص التوسع الاستثماري الواعدة في السوق المصرية، وبحث معهم السبل الكفيلة بتعزيز الشراكات المستقبلية. يعني بصراحة، كان فيه تواصل مباشر ومهم بين الدولة والمستثمرين، وده في حد ذاته رسالة طمأنة.
في تصريحاته الصحفية، عبّر الوزير عن سعادته البالغة بانطلاق هذه النسخة من المعرض، مؤكداً أن هذا الحضور الواسع والمشاركة الدولية اللافتة لا يُعدان مجرد أرقام، بل هما برهان ساطع على أن السوق العقارية المصرية لا تزال تحافظ على مكانتها كإحدى أهم الأسواق الواعدة والجاذبة في المنطقة. وأرجع الفضل في ذلك إلى ما حققته الدولة من إنجازات عمرانية غير مسبوقة خلال عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشدداً على أن القطاع العقاري في مصر لم يعد مجرد نشاط اقتصادي، بل أصبح نموذجاً حياً للتنمية المستدامة، يجمع ببراعة بين جودة التخطيط العمراني، والتنوع الاستثماري الكبير، ووفرة الفرص التي لا تُحصى.
ولفهم هذا النجاح، يجب أن ندرك أن الأمر ليس ضربة حظ، بل استراتيجية واضحة المعالم. أوضح الوزير أن الدولة المصرية تضع نصب عينيها هدفاً أساسياً: توفير بيئة استثمارية مستقرة وجذابة. وكيف يتم ذلك؟ عن طريق وضوح التشريعات المنظمة للقطاع العقاري، وتطوير آليات تخصيص الأراضي والتعاقدات لتتسم بأقصى درجات الشفافية والسرعة. الحكومة، يا جماعة، حريصة أشد الحرص على تهيئة مناخ آمن وموثوق للمستثمرين الأجانب على وجه الخصوص، يضمن لهم استدامة استثماراتهم ويفتح لهم آفاقاً واسعة للنمو والتوسع. يعني من الآخر كده، الدولة مش سايبة حاجة للصدفة، بتشتغل صح عشان الاستثمار ييجي ويبقى مطمن.
المهندس الشربيني لم يتوقف عند الحديث عن الحاضر، بل استعرض أيضاً رؤية المستقبل. أشار إلى أن استراتيجية وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ترتكز على محورين أساسيين: أولهما، توفير بيئة محفزة للاستثمار العقاري عبر طرح أراضٍ بمختلف الأنشطة تناسب كل الاحتياجات. ثانيهما، تقديم أنماط سكنية متنوعة تناسب كافة شرائح المواطنين، فضلاً عن التركيز على تطوير مدن جديدة ذكية ومستدامة، لا تواكب المعايير العالمية فحسب، بل تتجاوزها لتكون مدناً عصرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الدولة المصرية، بجدية، تسعى لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد للاستثمار العقاري، وهذا يتم بفتح قنوات تواصل مباشرة وفعّالة بين المطورين والمستثمرين وصناع القرار.
وفي ختام جولته الملهمة، وجه وزير الإسكان الشكر الجزيل للجهات المنظمة والرعاة ولكل المشاركين، مؤكداً أن هذا الحضور العربي والدولي الكثيف ليس مجرد مشاركة، بل هو انعكاس مباشر للثقة المتزايدة في صلابة الاقتصاد المصري وقدرته على استيعاب المزيد من الاستثمارات. كما أنه تأكيد لا لبس فيه على مكانة السوق المصرية كوجهة استثمارية رائدة لا يمكن تجاهلها. والحقيقة إن الحكاية مش مجرد بيع وشراء، “سيتي سكيب” ده فرصة ذهبية لتبادل الخبرات، والاطلاع على أحدث الابتكارات في مجال التطوير العقاري والتخطيط العمراني. يعني اللي بيحضر هناك، بيرجع وهو فاهم الدنيا رايحة فين وجاية منين.
تجدر الإشارة إلى أن نسخة هذا العام تحمل في طياتها ميزة إضافية، حيث تشهد إطلاق جناح دولي جديد يضم عدداً من كبريات الشركات العالمية، وهو ما يعزز بلا شك من مكانة “سيتي سكيب مصر” كحدث محوري ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل والدولي أيضاً. ومنذ تأسيسه في عام 2012، أصبح هذا المعرض واحداً من أبرز الملتقيات العقارية في المنطقة، ويقام بنجاح لافت في عدة دول شقيقة مثل السعودية والبحرين وقطر، مستقطباً في كل دورة ما يزيد عن 80 مطوراً عقارياً. ألا يستدعي هذا المشهد من التوسع العمراني والاستثماري الواسع، وقفة تأمل؟ إنها ليست فقط أرقاماً تُعلن، بل مدنٌ تُبنى، وحياةٌ تتجدد، وفرصٌ تتوالى. ففي كل مبنى جديد، وفي كل مشروع يُدشن، تكمن قصة طموح لدولة تسعى بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مستقبل يشارك في بنائه الجميع.