3.9K
تعليم أركان الإسلام الخمسة للأطفال
إن الدين الإسلامي هو منهجٌ ربانيٌ، جاء لكي يخرج الناس جميعًا من ظُلمات الشرك والكفر والجهل إلى النور والإيمان وللعلم، ولذلك المنهج العظيم الذي شرعه الله أهداف عظيمة وسامية، فهو يحتاج إلى أركان وأسس قوية لكي يرتكز عليها وأيضًا ليقوم بها؛ وحتى يحقّق ما يتطلع الدين الإسلامي من أهداف ولتوحيد الله سبحانه، بالإضافة إلى تحقيق العبوديّة وعبادة الله سبحانه جل في علاه، والذي من شأنه تحقيق استخلاف الإنسان في الأرض.
دور الرسول صل الله عليه وسلم في تبيين المنهج
لقد بيَّن النبي الكريم صل الله عليه وسلم للبشريّة جمعاء ذلك المنهج كما بين طبيعته وأهدافه؛ حتى يستقيم الناس عليه، ولكي تكون أساليبهم وأيضًا طريقة حياتهم وفقًا لطبيعة ذلك المنهج ووفقًا لأهدافه وحسب أحكامه وقواعده، ومثله مثل جميع المناهج وكل طرق الحياة وكل الأنظمة المتواجدة في الدّنيا، فقد شرع الله للإسلام قواعد وأُسُس ينبغي الالتزام بها، حتى يكون المسلم عبدًا حقيقيًا لله، وتلك المبادئ هي أركان الإسلام، والتي ينبغي على كل مسلم الالتزام بتلك الأركان لكي يستقيم إسلامه؛ لأن عدم التزام المسلم بأحد تلك الأركان يُعد خطرًا كبيرًا على الدين وعلى العقيدة وأيضًا على صحّة الإسلام؛ وهنا تأتي الأهمية لأركان الإسلام الخمسة وأيضًا مَكانتها، وأنّ في تمام الأركان تمام إيمان المسلم، وفي نقص الأركان هدمٌ لأسس وقواعد دين الإسلام، والركن هو ذلك الأساس، الذي ينبغي أن يكون قويًّا ومدعمًا ولو كان ضعيفًا سقط البناء بالكامل.
تعريف الركن
الركن في اللغة: يقال عنه رَكَنَ إلى الشيء ورَكَنَ يركن ويركن ركنًا ورُكونًا فيهما، ويقال ركانة وركانيّة أي مالَ للشيء وسَكَن إليه، وركن يركن ركونًا إذا مال إلى الشيء كما أنه اطمأنّ إليه، ورَكَن إلى الدنيا إذا ما مال إليها، ورَكَن في البيت يركن ركنًا: ضنّ به ولم يُفارقه، وركن الشيء: بعنب جانبه الأقوى، والرُّكن: يقصد به أيضًا الناحية القويّة، وأيضًا ما يقوى به الإنسان من ملك ومن جند وغيره.
افضل طرق الاستثمار و كيفية استثمار الاموال الصغيرة
تعريف أركان الإسلام
يقصد بأركان الإسلام القواعد والمبادئ والأُسس الأساسية التي يقوم عليها دين الإسلام ولا يستقيم الدين دونها أو عند فقدان أحدها.
ما هي أركان الإسلام الخمسة
إن أركان الإسلام هي خمسة أركان، والتي تُعدُ أركان وقواعد وأُسس يقوم عليها الدين الإسلاميّ الحنيف، وقد ذكَرَها الرسول صل الله عليه وسلم في حديث نبوي عظيم، والذي يرويه الصحابيّ الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث قال، سمعت رسول الله يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ).
أركان الإسلام الخمسة بالتّفصيل
-
الشّهادتان، هي أول ركن من أركان الإسلام وتعني الشهادتين (أن يشهد المسلم بشهادتي الإسلام قائلاً: (أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وأشْهَدُ أنّ محمّدًا رسولُ اللهِ))، كما صيغت الشهادتين من قوله سبحانه وتعالى: (أشَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، أما معنى قول: (لا إلهَ إلّا اللهُ): أي أنّه لا معبودَ بحق إلا الله ولا يُعبد بحقٍّ في الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى وحدَه، وأنّه لا شريك له الأحد الصمد، وهو واحد سبحانه بألوهيّته وربوبيّته تبارك وتعالى وأسمائه وصفاته، وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)؛ ومعنى الشّهادتَين: هو أن يشهد الشخص المسلم أنّه لا معبود بحقٍّ إلا الله، وأيضًا يشهد أن سيدنا محمّدًا هو عبد الله ورسوله وخاتم الأنبياء وخاتم المُرسَلين.
-
إقامة الصّلاة، والصلاة هي عمود الدّين وأحد لبناته، وتعد الصلاة هي أوّل شئ يُحاسَب عليه المسلم في يوم القيامة، فإن صَلحت صلاته صَلح جميع العمل والعبادة، والصّلاة هي صلة بين المسلم وربّه، وتعني إقامة الصلاة أن الإنسان يكون مؤمنًا وجازم أنّ الله سبحانه وتعالى قد فرض عليه الصلاة وعلى كلّ مسلمٍ عاقل بالغ وأهلٌ للتكليف بإقامة الخمس صلوات في كل يوم ولّيلة، وعلى المسلم أن يقوم بتأدية جميع الصّلوات الخمس المفروضة وفقًا لوقتها وكذلك هيئتها بالإضافة إلى كيّفيتها، وأنّ يكون المسلم على طهارةٍ، والصّلوات الخمس المفروضة هي كالتالي: صلاة الفجر، وصلاة الظّهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، بالإضافة إلى صلاة العشاء، وتدل إقامة الصلاة سواء كانت نافلة أو فرض على صِدقَ الإنسان وصحة التّوجُّه لله سبحانه وتعالى الأحد الذي لا شريك له، ودليل على صدق التوكّل على الله، وصدق التوجه واللّجوء إليه.
ومن أدق التعبير أن نقول عن إقامة الصّلاة أن يتم إقامة على أفضل وجهٍ والإتيان بها على أكمل وجه، وذلك هو المطلوب من كل إنسان مسلم، والصلاة هي الصلة اليوميّة التي يتقرب بها العبد إلى خالقه، فالمطلوب منها هو إقامتها بكل خشوع لا أداءها فقط كحركات؛ لأن أداء الصلاة دون الإتيان بالصلاة على حقيقتها لا يحقق الغرض منها وهو ترك التفكير في الدنيا والاقبال على الله، لأن للصلاة أثر عظيم، وإذا أقامها العبد المُسلم بحقّها بالإضافة إلى الالتزام بأخلاقها التي تدعو لها، مع الالتزام بالفضائل التي تُرشِد الصلاة إليها، فكلّ عبد يلتزم بهذه الأخلاق بعد قيامه بأداء الصّلاة فهو بذلك يكون مسلمٌ بحق مُقيمٌ للصّلاة، وهناك فرقٌ كبير بين من يقيمٌ الرّكن ومن يكون مؤدٍّ له فقط.
وقال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
-
إيتاء الزّكاة، الزكاة هي واحدة من أركان الإسلام الخمسة، وهي حقٌّ مفروض وواجبٌ في المال وذلك بأحوالٍ خاصّةٍ وفي أوقات مُحدَّدة، والزّكاة تعتبر هي المقدار المفروض إخراجه من الأموال الخاصة بالمسلمين إلى مُستحقّيه، وتكون الزكاة في المال الذي يكون قد بلغ النِّصاب الشرعيّ بالمقدار المُحدّد في الشريعة الإسلاميّة ويكون بنظامٍ دقيقٍ مع شروطٍ مُعيّنةٍ، ولفظ الزّكاة يطلق على المقدار الذي سوف يتم استخراجه بعد جمع المال المُزكّى به، فيُسمّى هذا المقدار الذي يتم استخراجه من المال بالزكاة.
ولقد فرض سبحانه وتعالى الزّكاة على الأموال التي يتم نموها وزّيادتها باستمرار حيث أوجب الزكاة في المال الذي يمكن تنميته وزيادته، مثل الأنعام، والذّهب وكذلك الفضّة وهما يطلق عليهم النقدين، وأيضًا من الأموال التي تقبل الزيادة والنمو فأوجب سبحانه فيها الزّكاة؛ على سبيل المثال الزروع والثمار، وغيرها من عروض التجارة.
أمّا عن مصارف الزّكاة فهي كما ذكرت في القرءان ثمانية مصارف؛ وقد بيّنها سبحانه وتعالى بالنص عليها وتوضيحها في القرآن الكريم بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، ولذلك فإن مصارف الزّكاة التي فرض الله صرف الزكاة عليها هي ثمانية مصارف، ومن أخرج الزّكاة في مصارف غير تلك المصارف المذكورة أعلاه فلم يَقُم حينها بالرّكن المطلوب إقامته وتحقيقه في موضعه.
وبذلك لا تسقط عنه فريضة وركن الزكاة؛ لأنّه لم يصرفها بالطريقة الشرعيّة التي تم تحديدها في ذلك الرّكن، وتبقى ذمته مشغولةً بذلك المال الذي قد فرضه الله عليه كفرض واجب التنفيذ لمستحقيه من مصارف الزّكاة الثّمانية، وينبغي على المسلم إخراج زكاته فورَ وجوبها، ولكن بشرط أن تكون تلك الأموال قد بلغت النِّصاب الشرعيّ الذي حدد لها وفقًا للشريعة الإسلاميّة عن طريق نظام الزّكاة، كما يشترط في فريضة الزكاة أن يُحوّل الحول أي يمر عام على المال، فأي مسلم عند مرور سنة كاملة على ماله مع توافر باقي الشروط للزّكاة يجب عليه إخراج مقدار الزّكاة.
-
الحجّ، يعتبر من أهم أركان الإسلام الخمسة وهو فرض من الله سبحانه وتعالى على المسلم القادر لمرّةً واحدةً في حياته، بشرط ان تتوافر لديه القدرة الصحيّة والقدرة الماليّة، وأن يكون الطّريق، بالإضافة إلى ذلك أن يكون الطريق للحجّ آمنًا، بحيث أنه إذا ترك الحاج بلاده وأهله وسافر لأداء فريضة الحج يأمن الطريق ويأمن شروره، وإذا لم يأمن الحاج الطّريق وغلب الظنّ أن يهلك إذا ما خرج من بلده؛ فبذلك تنتفي تلك القدرة بعدم أمن الطّريق، وهذا لقوله سبحانه وتعالى: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، أمّا عن معنى الحجّ فقد عرّفه العلماءُ بأنه (قصدُ بيت الله تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ، بشرائطَ وأركانٍ وفروعٍ مخصوصةٍ).
-
الركن الخامس هو صوم شهر رمضان في كل عام، وصيام رمضان هو فرض على المسلمين المكلفين وذلك بالإجماع، وهو واحد من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الصيام في السنة الثانية من تاريخ الهجرة النبوية الشريفة، كما ثبتت فرضية الصيام من القرآن والسنة بالإجماع، حيث وضحت آيات الصيام أهم أحكامه بالتفصيل بالإضافة إلى مواقيته، إلى جانب الأحاديث النبوية التي توضحه وتفسر القرآن، وتشرح الصيام، حيث فرضت الأيات صوم شهر رمضان عند رؤية الهلال، أو عند اكتمال شهر شعبان لثلاثين يوم، وذلك عندما تتعذر رؤية هلال شهر رمضان، وقد صام رسولنا محمد صل الله عليه وسلم تسع رمضانات بالإجماع.
وقد فرض الصيام على كل مسلم، بالغ عاقل ومكلف، يستطيع الصوم، وصحيح لا يعاني من الأمراض، مقيم، وليس معذور له أن يقوم بصيام شهر رمضان، ومن الجدير بالذكر أنه لكي يصح الصوم هناك شروط أربعة، وهي الإسلام وكذلك التمييز بالإضافة إلى الخلو من الموانع وأيضًا التوقيت، كما أن وقت الصيام هو من طلوع فجر اليوم حتى غروب الشمس خلال كل يوم من أيام شهر رمضان، وصيام شهر رمضان يكفر الذنوب لمن قام بصيام الشهر إيمانًا واحتسابًا، كما يجوز الفطر خلال نهار رمضان وذلك بشروط معينة للمريض والذي يرجى أن يشفيه الله وللمسافر وعلى كلاهما القضاء، كما شرعت الفدية لمن لا يستطيع الصوم أو من يعجز عنه مثل الشيخ الكبير، أو ذلك المسلم المريض الذي لا يمكن شفاؤه.
كما تدل كافة النصوص الشرعية من القرءان والسنة أن الصيام الذي فرض على المسلمين كان مفروضًا من قبل على أمم سابقة، لأن الله هو من شرع تلك الأحكام لعباده، وأن العبادة تكون لله وحده سبحانه لا شريك له، وقال سبحانه وتعالى في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقد أوضح المفسرون أن المقصود بهم (اليهود والنصارى).
كما قال المفسرون أن الصيام يعتبر من الشرائع القديمة، فقد كان مفروضًا من قبل على الأنبياء وعلى أممهم وهم أهل الكتاب من (اليهود والنصارى) وذلك في الشرائع المنصرفة، كما شرعت أحكام الصيام ومواقيته، من بعد نبي الله إبراهيم أبو الأنبياء، وذلك لأن الله سبحانه جعل سيدنا إبراهيم للناس إمامًا، وجعل دينه هو الحنيفية المسلمة، أما اليهود فقد فُرض عليهم الصيام ولكنهم قاموا بتحويله وصاموا يومًا واحدًا، وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني «عن النبي أنه قال “كان على النصارى صوم شهر رمضان”.
وفي المعنى الذي حدث فيه التشبيه بين فرض ركن الصيام على المسلمين وأيضًا صوم الأمم التي سبقتهم، أن صيام شهر رمضان هو فرض أيضًا على النصارى، كما أن وجه الشبه بين صيامهم وصيام المسلمين هو الاتفاق في الوقت والمقدار.
وقد جاء الصوم في الإسلام على مراحل تشريعية قبل أن يتم فرضه على المسلمين كشهر كامل وهو شهر رمضان، وذلك حتى تستقر الأحكام ويكتمل الدين، فكان المسلمون قبيل فرض صيام شهر رمضان يصومون فقك لثلاثة أيام في كل شهر، وفي يوم عاشوراء الذي كان أغلب الناس في الجاهلية يحرصون على صيامه، وذلك احتفالاً بنجاه نبي الله موسى وقومه من فرعون وغرق فرعون، فصامه الرسول صل الله عليه وسلم وقد أمر المسلمين بصيامه حيث قال صلوات الله وسلامه عليه نحن أحق بموسى منهم، وعندما قام بالهجرة إلى المدينة حرص على صيامه أيضًا وأمر المسلمين بصيامه، وعندما فرض صيام شهر رمضان قال صل الله عليه وسلم “من شاء صامه ومن شاء تركه”.
اسماء زوجات الرسول و عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم