كانت نيسان رائدة عالمياً في مجال السيارات الكهربائية، ونظامها الجديد “نيسان قشقاي e-POWER” أثار ردود فعل كثيرة، وبشعار “املأ خزان الوقود، وقد بالكهرباء”، الذي تستخدمه نيسان للترويج لنظام الدفع الجديد، المُسمَّى “نيسان إي-باورالمستعمل في سيارة كاشكاي الرياضية متعددة الاستخدامات المدمجة، وغيرها.
قيادة كهربائية بحتة رغم وجود محرك بنزين؟
محرك احتراق، ومحرك كهربائي، وبطارية ليثيوم أيون، كلها متوفرة داخل السيارة ذاتها، وهو أمر غريب. لكن عند التدقيق، يتبين أن محرك الاحتراق يعمل فقط لتشغيل مُولِّد كهرباء، يشغل المحرك الكهربائي أو يغذَي البطارية.
حسب موقع التقنيات الحديثة الألماني CHIP، تعتبر نيسان أن نظام الدفع إي-باور له كفاءة استثنائية، كما أنه يجمع بين أداء وراحة السيارة الكهربائية وبساطة محرك الاحتراق الداخلي، حيث يمكنك إعادة تعبئة خزان الوقود بسهولة عند المضخة. لذلك، لن تكون هناك مدعاة للقلق بشأن مدة القيادة.
من حيث المبدأ، لا يعدو نظام الدفع الجديد هذا كونه نظاما هجينا متسلسلا مزودا ببطارية صغيرة، وبدون خيار شحن هذه البطارية من مقبس كهربائي. ووفقا لنيسان، تبلغ كفاءة النظام 42%.
في هذا السياق، تُعدّ هذه خطوة طفيفة إلى الأمام، إذ يمكن لمحرك الديزل تحقيق كفاءة تبلغ 40% في أفضل الأحوال، بينما يحقق محرك البنزين التقليدي بدون مساعدة كهربائية حوالي 30%. أما السيارات الكهربائية، فتصل كفاءتها الإجمالية إلى 80%.
وتُشير نيسان إلى أن استهلاك الوقود لسيارة كاشكاي الجديدة المزودة بنظام e-Power يتراوح بين 5.1 و5.3 لتر لكل 100 كيلومتر، وهو ما يُعادل قيمة حرارية تبلغ 46.9 كيلوواط/ساعة.
يُنتج احتراق هذه الكمية من البنزين في محطة توليد طاقة حرارية وتوليدية حديثة ما يقارب 19 كيلوواط/ساعة من الكهرباء، وإذا أضفنا فاقد التيار الكهربائي لعملية الشحن، يبقى لدينا 18 كيلوواط/ساعة قابلة للاستخدام عند منفذ المستهلك. وهذه الطاقة كافية لسيارة نيسان أريا، وهي سيارة كروس أوفر كهربائية بالكامل أكبر بقليل من كاشكاي، لقطع مسافة 100 كيلومتر.
العودة لمحركات الاحتراق
إن التكنولوجيا المعقدة في سيارة بمحركين، ونظام تنقية غاز العادم، وبطارية، ليست أكثر كفاءة من سيارة كهربائية مزودة بمحطة توليد طاقة.
لكن رغم ذلك، تستطيع السيارة الكهربائية الاستفادة من فائض الطاقة المتجددة، وهو أمر شائع هذه الأيام. وهذا يعني أن السيارة الكهربائية لا تنبعث منها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ فحسب، بل إنها أيضا أرخص من سيارة e-Power الهجينة. ومن المفارقات أن نيسان، الشركة الرائدة سابقا في مجال السيارات الكهربائية، قد اختارت هذا المفهوم.
ففي عام 2010، أنتجت الشركة اليابانية إحدى أولى السيارات الكهربائية بالكامل، وهي نيسان ليف. باعت نيسان أكثر من 500 ألف وحدة منها. ولعقد من الزمان، كانت ليف السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في العالم.