الجنيه المصري والدولار: يوم من الهدوء النسبي وتوقعات تنتظر اجتماع المركزي

أيام كُنا نصحى الصبح كل يوم وقلبنا على إيدينا، يا ترى الدولار هيوصل كام النهاردة؟ هل هنشوف قفزة جديدة ولا الوضع هيهدأ شوية؟ أسئلة كانت بتراود الملايين في مصر مع كل حركة سعر صرف. لكن يوم الأربعاء، الأول من أكتوبر 2025، شهدنا مشهداً مختلفاً بعض الشيء في سوق الصرف المصري؛ مشهداً يبعث على الهدوء النسبي بعد فترة من التراجعات الحادة والتقلبات المستمرة. الجنيه المصري، اللي عوّدنا على الرقصة الصعبة مع الدولار، كأنه أخد “استراحة محارب” وسجل استقرارًا ملحوظًا.

بعد شهور من الترقب والأرقام اللي كانت بتتحرك في كل اتجاه، جاء يوم الأربعاء ليحمل معه رسالة واضحة: الجنيه المصري يقف بثبات نسبي أمام العملة الخضراء، وإن كان بتراجع طفيف، لكن الثبات نفسه هو الخبر الأهم. كانت تعاملات اليوم هادية، الأسعار كانت قريبة من بعضها في أغلب البنوك، وده مؤشر بيخلي الناس تحس بشوية طمأنينة بعد الفترة العصيبة اللي فاتت.

أرقام السوق: خريطة أسعار هادئة

لو بصينا على شاشات البنوك الرئيسية يوم الأربعاء، هنلاقي أسعار البيع والشراء كانت متقاربة بشكل لافت، زي كأنهم بيتفقوا على سعر شبه موحد. في بنوك عملاقة زي البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، والبنك التجاري الدولي (CIB)، ومعاهم بنك فيصل الإسلامي، استقر سعر صرف الدولار عند 47.82 جنيه للشراء و47.92 جنيه للبيع. أرقام تكاد تكون متطابقة، تعكس حالة من التوافق أو على الأقل تقارب في رؤية السوق.

بنك البركة كمان كان ماشي على نفس الخط، مسجلًا 47.80 جنيه للشراء و47.90 جنيه للبيع. لكن طبعاً، مش كل البنوك زي بعضها، دايماً بنلاقي فروقات بسيطة. مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك القاهرة كانوا شوية أعلى. الأول عرض 48.03 جنيه للشراء و48.12 جنيه للبيع، بينما وصل سعر الدولار في بنك القاهرة إلى 48.13 جنيه للشراء و48.23 جنيه للبيع، ودي كانت أعلى أسعار متاحة في السوق يومها. وبنك قناة السويس استقر عند 47.85 جنيه للشراء و47.95 جنيه للبيع. أما شركات الصرافة، اللي بيعتمد عليها قطاع كبير من المتعاملين، فكانت أسعارها نسخة كربون من البنوك الكبيرة: 47.82 جنيه للشراء و47.92 جنيه للبيع، مما يؤكد النطاق السعري الضيق الذي سيطر على التداولات.

البنك المركزي: استقرار بعد تذبذب محدود

مش بعيد عن الأسعار دي، البنك المركزي المصري نفسه سجل استقراراً للدولار عند 47.791 جنيه للشراء و47.928 جنيه للبيع، بعد ما كان فيه تذبذب محدود جداً في نفس اليوم. ده بيفكرنا بالرحلة اللي مشاها الدولار والجنيه. فاكرين لما كان الدولار ثابت رسميًا عند 30.83 جنيه للشراء و30.96 جنيه للبيع من مارس 2023؟ الأيام دي خلاص راحت. بعد قرار تحرير سعر الصرف في 6 مارس 2024، شفنا الدولار بيطير وبيوصل لأكثر من 49 جنيه في البنوك. فكرة إنه يرجع يستقر تاني، حتى لو عند مستويات أعلى، بتدي نوع من الطمأنينة للسوق وتفتح الباب لتوقعات أفضل.

خلف الهدوء: قراءة في الأرقام الاقتصادية والسياسة النقدية

الاستقرار ده ما جاش من فراغ، يا جماعة. صحيح إن فيه شوية أخبار ممكن تبان مش أحسن حاجة على المدى القصير، لكن الصورة الأكبر بتحكي قصة مختلفة. مثلًا، لاحظنا تراجعًا في صافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية في أغسطس بنسبة 3.2%، لتسجل 17.88 مليار دولار مقارنة بـ 18.48 مليار دولار في يوليو. وده حصل نتيجة تراجع فائض البنوك التجارية تحديدًا بنسبة 9.2% إلى 7.25 مليار دولار.

بس في المقابل، البنك المركزي، هو اللي ساند الموضوع ورفع الفائض بتاعه بنسبة 1.3% لـ10.63 مليار دولار. يعني نقدر نقول إن المركزي عامل زي “المسمار اللي ساند البناية” حاليًا، محافظًا على التوازن الكلي. وبالحديث عن السياسة النقدية، كل الأنظار حاليًا متجهة لاجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اللي هيحصل بكرة، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025. ناس كتير متوقعة يا إما خفض أسعار الفايدة من 100 لـ 200 نقطة أساس، أو الإبقاء عليها زي ما هي. ليه التردد ده؟ ببساطة، البنك المركزي بيفكر كويس في ضغوط التضخم المحتملة بعد ما رفعنا أسعار الوقود من فترة قريبة، وبالتالي أي قرار هيكون له تبعات مهمة على جيوب الناس والاستثمار.

محركات القوة: ماذا يدعم الجنيه؟

طيب، إيه اللي مخلي الجنيه صامد كده بالرغم من كل ده؟ فيه شوية عوامل إيجابية كده “مَوَردة” للموقف، بمعنى الكلمة. أول وأهم عامل هو تدفقات النقد الأجنبي. تحويلات المصريين العاملين بالخارج، ودي بقى النقطة اللي بتفرح الكل، ارتفعت بنسبة 49.7% خلال السبع شهور الأولى من 2025 لتسجل 23.2 مليار دولار! ده رقم خيالي لما تقارنه بـ 15.5 مليار دولار في نفس الفترة من السنة اللي فاتت. وحتى على المستوى الشهري، في يوليو بس، التحويلات زادت 26.3% ووصلت لـ 3.8 مليار دولار، وده أعلى مستوى تاريخي حققته تحويلات المغتربين. ودي طبعاً عملة صعبة بتدخل البلد وبتدعم قدرة الجنيه.

وكمان، صافي الاحتياطيات الدولية عندنا زاد لـ 49.25 مليار دولار بنهاية أغسطس بزيادة 214 مليون دولار. يعني “الخزنة” مليانة أكتر، ودي حاجة بتطمن المستثمرين والناس العادية، وبتعزز ثقة السوق في قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها.

عوامل عالمية تخدم الاستقرار المحلي

ومش كل الدعم كان داخلي، أحياناً “الأعداء أصدقاء”. دوليًا، الدولار الأمريكي نفسه كان بيواجه صعوبات. تراجع لأدنى مستوى ليه في أسبوع قدام العملات الرئيسية، وده بسبب إيه؟ بسبب دخول الحكومة الأمريكية في إغلاق رسمي. الموضوع ده أضعف مؤشر الدولار العالمي بنسبة 0.2% لـ 97.635، وده طبعًا ساعد الجنيه المصري إنه يستقر في السوق المحلي. يعني كأن الدولار لقى “مشكلته” في بيته، وده ادى لعملتنا فرصة لالتقاط الأنفاس وتقليل الضغط عليها.

الخلاصة: هل تستمر لحظة الهدوء؟

في النهاية، يوم الأول من أكتوبر لم يكن مجرد يوم عادي في سوق الصرف. كان يوم بيحمل رسالة استقرار، حتى لو كان استقرارًا نسبيًا وفي نطاق سعري معين (من 47.80 لـ 48.23 جنيه للبيع). هل ده معناه إن الأمور اتحسنت بشكل كامل؟ لسه بدري نقول كده. لكنه بالتأكيد مؤشر على إن فيه جهود كبيرة بتتبذل، وإن العوامل الإيجابية بدأت تظهر تأثيرها. الكل دلوقتي مستني قرار المركزي بكرة بخصوص الفايدة، وده اللي هيحدد كتير من ملامح الفترة اللي جاية. بالنسبة لينا كأفراد، استقرار سعر الدولار ولو ليوم واحد بس، بيطمنا شوية. كأنها لحظة هدوء في بحر متلاطم الأمواج. هل تستمر هذه اللحظة؟ أم تعود الأمواج للصخب؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

اخبار الاستثمار و المال و الاعمال

COOL M3LOMA

الموقع يوفّر تغطية لحظية لآخر أخبار الاستثمار والأسواق المالية محليًا وعالميًا.

يهتم بمتابعة تحركات الذهب والفوركس والعملات الرقمية مع تحليلات خبراء.

يعتبر منصة شاملة تجمع بين الأخبار، التحليلات، والتقارير الاقتصادية لدعم قرارات المستثمرين.