حسن محمود
الذهب يلامس عنان السماء: الأونصة تسجل رقماً قياسياً غير مسبوق وسط توقعات بوصولها إلى 5000 دولار
القاهرة: أسواق الذهب تهتز بصعود تاريخي.. هل نحن على أعتاب عصر ذهبي جديد؟
شهدت أسواق الذهب العالمية، اليوم الاثنين الموافق 8 سبتمبر 2025، تحولاً تاريخياً مدوياً، حيث لامس سعر الأونصة حاجزاً لم يعهده من قبل، مسجلاً رقماً قياسياً بلغ 3586 دولاراً أمريكياً. هذا الارتفاع الصاروخي أثار موجة من التساؤلات والتحليلات حول مستقبل المعدن النفيس، وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد العالمي والمحلي.
وفي تصريح خاص لـ “صوت المال”، أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة بالغرفة التجارية، أن الدافع الرئيسي وراء هذه القفزة النوعية يكمن في تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وأوضح واصف أن هذه التوقعات، التي تعززت بظهور بيانات اقتصادية أمريكية متباينة، دفعت المستثمرين إلى الإقبال المتزايد على الذهب باعتباره “الملاذ الآمن” الأمثل في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
وأضاف واصف قائلاً: “الذهب لطالما كان حصنًا ضد تقلبات الأسواق المالية والسياسية. ومع تزايد المخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، يتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة لحماية رؤوس أموالهم، والذهب يأتي على رأس هذه الأصول.”
تكهنات جريئة: هل تتجاوز الأونصة حاجز الـ 5000 دولار؟
الارتفاع الأخير في أسعار الذهب أثار جدلاً واسعاً حول إمكانية استمرار هذا الصعود، بل وتجاوزه لمستويات قياسية جديدة. فهل نحن على أعتاب حقبة جديدة يشهد فيها الذهب مستويات سعرية لم نكن نتخيلها؟
إيهاب واصف، في تحليله للتطورات الأخيرة، لم يستبعد هذا الاحتمال. وأشار إلى أن حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي المتزايدة، سواء على الصعيد العالمي أو المحلي، تلعب دوراً كبيراً في تعزيز جاذبية الذهب. وأضاف أن المخاوف المتصاعدة بشأن تدخلات سياسية محتملة في استقلالية قرارات البنك المركزي الأمريكي، قد تدفع المؤسسات المالية الكبرى إلى إعادة تقييم توقعاتها لأسعار الذهب.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن بنوك استثمارية عالمية مرموقة، مثل “جولد مان ساكس”، بدأت بالفعل في دراسة سيناريوهات متفائلة للغاية لأسعار الذهب، تتوقع وصول الأونصة إلى مستوى 5000 دولار في حال استمرار الضغوط السياسية على الفيدرالي الأمريكي.
تأثير الارتفاع على السوق المحلية: أسعار الذهب في مصر تشتعل
لم يكن الارتفاع العالمي في أسعار الذهب بعيداً عن السوق المحلية. فقد شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعاً ملحوظاً في مستهل تعاملات اليوم، متأثرة بالصعود القياسي للأونصة عالمياً.
وفيما يلي أسعار الذهب في السوق المصرية، وفقاً لآخر تحديثات موقع “السبورة”:
- سعر جرام الذهب عيار 24: 5560 جنيهاً مصرياً.
- سعر جرام الذهب عيار 21: 4865 جنيهاً مصرياً.
- سعر جرام الذهب عيار 18: 4170 جنيهاً مصرياً.
- سعر الجنيه الذهب: 38920 جنيهاً مصرياً.
هذا الارتفاع في الأسعار أثار مخاوف لدى المستهلكين المصريين، خاصة المقبلين على الزواج، الذين يعتمدون على الذهب كجزء أساسي من جهاز العروس. كما أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذا الارتفاع على قطاع المجوهرات في مصر، الذي يعاني بالفعل من تحديات اقتصادية متزايدة.
نصائح للمستثمرين: كيف نتعامل مع ارتفاع أسعار الذهب؟
في ظل هذه الأجواء المضطربة، يطرح السؤال نفسه: كيف يجب على المستثمرين والمستهلكين التعامل مع هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار الذهب؟
ينصح خبراء المال والاقتصاد بالتحلي بالحذر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات الاستثمارية. ففي حين أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، إلا أن الاستثمار فيه ينطوي على مخاطر، خاصة في ظل التقلبات السعرية الحادة التي تشهدها الأسواق.
ويشددون على ضرورة إجراء دراسة متأنية للسوق، وتقييم المخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. كما ينصحون بتنويع المحفظة الاستثمارية وعدم الاعتماد على الذهب كأصل وحيد، لتجنب الخسائر الكبيرة في حال حدوث انخفاض مفاجئ في الأسعار.
أما بالنسبة للمستهلكين، فينصح الخبراء بتأجيل شراء الذهب في الوقت الحالي، والانتظار حتى تستقر الأسعار. وفي حال الضرورة، يمكن اللجوء إلى بدائل أخرى، مثل شراء الذهب المستعمل أو اقتناء مجوهرات مصنوعة من معادن أخرى.
في الختام، يبقى مستقبل أسعار الذهب مرهوناً بتطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية. ولكن المؤكد هو أن المعدن الأصفر سيظل محط أنظار المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، وسيستمر في لعب دور هام في الاقتصاد العالمي.
