حسن محمود
في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة التغيرات الاقتصادية، وتتبدل خارطة الاستثمار العالمي باستمرار، تتجه الأنظار نحو نقطة مضيئة في شبه الجزيرة العربية، ألا وهي دولة الإمارات العربية المتحدة. هل هي مجرد وجهة استثمارية أخرى، أم أنها حقًا معقلٌ جديد لرواد الأعمال والمستثمرين الطموحين؟ الإجابة تكمن في زخمٍ غير مسبوق يشهده قطاع العقارات، يبلغ ذروته مع استضافة إمارة رأس الخيمة للدورة الافتتاحية من القمة العالمية للعقار والاستثمار.
تستعد رأس الخيمة لاستقبال نخبة من المستثمرين والمطورين وصناع السياسات العالميين، في حدثٍ يُتوقع أن يرسم ملامح مستقبل العقارات، ليس فقط في المنطقة، بل عبر قارات العالم. ففي يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من أكتوبر لعام 2025، سيتحول مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات إلى ملتقى للأفكار والرؤى، تحت مظلة مجموعة “سيتي سكيب” التي تنظم هذا الحدث المرموق. الهدف واضح: إطلاق آفاق جديدة وواعدة لقطاعٍ حيوي، عبر منصة تجمع الأطراف الفاعلة لتقديم رؤى ثاقبة حول النمو الإقليمي والتوجهات العالمية الناشئة.
هذه القمة ليست مجرد تجمع عادي؛ إنها منتدى مفتوح لمناقشة التحولات العميقة التي تشهدها دولة الإمارات بشكل خاص، وأسواق العقارات العالمية بوجه عام. يعني، مش مجرد كلام نظري، لأ، ده هيكون نقاش حي عن كل حاجة. من التغيرات في تدفقات رؤوس الأموال بين أوروبا وآسيا، وصولاً إلى ظهور النماذج الحضرية المستدامة في أمريكا الشمالية. كل هذا سيُدرس بعناية فائقة، بهدف فهم توجهات السوق الحالية، وصياغة استراتيجيات استثمارية مبتكرة، والبحث عن التقنيات التي سترسم معالم الحقبة القادمة لهذا القطاع العملاق.
ولنكن صريحين، لماذا كل هذا التركيز على الإمارات ورأس الخيمة تحديداً؟ الإحصائيات تتحدث عن نفسها. فوفقاً لتوقعات شركة “سافيلز” العالمية، يُنتظر أن ينمو حجم الاستثمار العقاري العالمي بنسبة 27% ليصل إلى 952 مليار دولار خلال عام 2025، بل ويتجاوز حاجز التريليون دولار بحلول عام 2026. ودولة الإمارات، بفضل رؤيتها الطموحة، تقف في طليعة الدول المستفيدة من هذا النمو العالمي. هل تعلم أن الدولة استقطبت 45.6 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024 وحده؟ هذه زيادة مذهلة بنسبة 48.7% مقارنة بالعام السابق، مع استحواذ العقارات على حوالي 7.8% من قيمة المشاريع الجديدة. الأرقام دي يا جماعة مش بتيجي صدفة.
حتى دبي، الشقيقة الكبرى، تشهد طفرة لا مثيل لها. ففي النصف الأول من عام 2025، بلغت قيمة الاستثمارات العقارية فيها 326 مليار درهم، أي ما يعادل حوالي 89 مليار دولار. هذه قفزة بنسبة 39% على أساس سنوي، مع ارتفاع عدد المستثمرين الجدد بنسبة 22%. مبيعات العقارات السكنية والفاخرة في صعود مستمر، وعائدات الإيجار تحافظ على موقعها كواحدة من الأعلى عالمياً. يا ترى إيه السر ورا كل ده؟ المحللون يشيرون إلى عدة أسباب: موقعها الاستراتيجي الفريد، استقرارها الاقتصادي المتين، ولوائحها التنظيمية المتطورة التي توفر بيئة جاذبة لرؤوس الأموال من كل حدب وصوب. يعني الخلاصة: البلد دي بقت مغناطيس للاستثمارات.
وماذا عن رأس الخيمة، هذه الإمارة الهادئة التي تتحول بهدوء إلى لاعب رئيسي؟ منذ الإعلان عن مشروع “وين جزيرة المرجان” في عام 2022، وهو المنتجع المتكامل الأول من نوعه في المنطقة، شهدت رأس الخيمة نمواً سنوياً مركباً في عمليات الشراء العالمية بواقع 9.2% حتى عام 2025. والطلب لم يقتصر على الجزيرة وحدها، بل امتد ليشمل وجهات أخرى مثل قرية الحمرا، وميناء، ووسط المدينة. الملفت حقاً أن 66% من الاستثمارات المسجلة في الإمارات حالياً تأتي من مشترين دوليين، بينما يمثل المواطنون والمقيمون 34% المتبقية. وفي جزيرة المرجان بالذات، نسبة الاستثمارات العالمية تصل إلى 68%، وهو ما يؤكد جاذبيتها الكبيرة للمستثمر الأجنبي الذي يبحث عن حلول رائدة وبنية تحتية متطورة.
مجموعة “سيتي سكيب” بخبرتها الطويلة في استقطاب رواد القطاع، ستضفي مصداقية وعمقاً استثنائيين على هذه القمة. فهي تضمن تسليط الضوء على مشاريع رأس الخيمة الواعدة أمام حضور عالمي رفيع المستوى. سيشارك الحاضرون في جلسات نقاش رفيعة المستوى تتناول محاور أساسية مثل تدفقات رأس المال العابرة للحدود، والفرص الاستثمارية الجديدة، والعقارات التي تلبي متطلبات أنماط الحياة العصرية، وكل هذا يتم في سوق ناشئ يُعد من الأكثر حيوية في دولة الإمارات.
بدعمٍ من “مرجان” كراعٍ رئيسي، و”الحمرا” و”راك للضيافة القابضة” كراعين استراتيجيين، و”رأس الخيمة العقارية” كراعٍ ماسي، تكتسب القمة ثقلاً كبيراً يعكس مدى أهميتها. هذه الشراكات تؤكد على الالتزام المشترك بدفع عجلة النمو في قطاع العقارات، وتقديم رأس الخيمة كنموذج رائد للفرص الاستثمارية المستدامة.
في الختام، القمة العالمية للعقار والاستثمار في رأس الخيمة ليست مجرد حدث سنوي آخر على الأجندة. إنها محطة محورية، نقطة التقاء تجمع بين الطموحات العقارية العالمية والنمو الإقليمي المستدام، والابتكار، وحتى التحولات في أنماط الحياة. ومع وجود رأس الخيمة في صميم هذه المناقشات والفعاليات، تُقدم القمة لمحة موسعة وعميقة عن فرص الاستثمار المستقبلية داخل حدود الإمارات وخارجها. هل أنت مستعد لاكتشاف الوجهة التالية لاستثماراتك؟ أم أنك تفضل أن تشاهد القطار يمر دون أن تكون جزءاً من هذه الرحلة المثيرة؟ الإمارات، ورأس الخيمة تحديداً، تدعوك لتكون جزءاً من هذا المستقبل الواعد.
