تراجع العملات المشفرة: ترقب الأسواق والاجتماعات المرتقبة
في عالمٍ يعج بالتقلبات والمفاجآت، تترقب جميع الأنظار نتائج اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذا الأسبوع، تشهد أسواق العملات المشفرة تراجعًا في أدائها، حيث انخفضت بعض العملات الرئيسية بينما ظلّت أخرى في حالة فائدة ضئيلة. هل ستؤثر القرارات الاقتصادية المرتقبة على مصير هذه العملات الرقمية؟
مساء يوم الإثنين، ووقت الصمت الذي يسبق العاصفة الاقتصادية، سجلت البيتكوين زيادة خفيفة نسبتها 0.1%، لتصل قيمتها إلى 115,748 دولار. في تمام الساعة 10:49 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، أثبتت هذه العملة مكانتها القوية، حيث استحوذت على نحو 57.2% من إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية، مما يوضح استمرار هيمنتها في هذه السوق المضطربة.
وعلى الجانب الآخر، كانت عملة الإيثيريوم، التي تأتي كثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، تحت الضغط. هذه العملة فقدت 0.4% من قيمتها ليصل سعرها إلى 4,601.10 دولار. ولم تكن الريبل أفضل حالاً، حيث تراجعت بنسبة 0.6% لتصل إلى 3.0221 دولار. يعني كدا إنه حتى العملات الكبيرة مش محصنة من التأثيرات الاقتصادية!!
أجمعت الكثير من التقارير على أن القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة تجاوزت 4 تريليونات دولار. ورغم ذلك، بلغ إجمالي حجم التداولات خلال الـ 24 ساعة الماضية حوالي 134.77 مليار دولار. هل يعني هذا أن الزخم لا يزال موجودًا، رغم التراجعات الطفيفة في بعض الأسعار؟
في خلفية هذه الأحداث، تبرز توقعات مهمة للغاية، حيث ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي، الذي سيعقد في 16 و17 سبتمبر، لتصل إلى 94.2%، مقارنة بـ 85.4% في الشهر الماضي. بينما تشير التوقعات أيضًا إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة 5.8%. أي أنه هناك الكثير من التكهنات في السوق!
جميع هذه التغيرات تثير تساؤلات عديدة. لماذا نرى هذا التراجع إذا كانت الأسواق تشهد نشاطًا كبيرًا؟ هل يعود السبب إلى عدم اليقين المرتبط بالسياسات النقدية المقبلة؟ يبدو أن الجميع يرغب في معرفة كيف سيؤثر الاجتماع المرتقب بشكل مباشر على سلوك الأسواق، وخاصةً العملات الرقمية.
لنتوقف لحظة ونتأمل: ما الذي يعنيه لنا كمستثمرين أو متابعين لسوق العملات المشفرة أن تكون العملات الكبرى مثل البيتكوين والإيثيريوم تحت هذا الضغط؟ تكمن الإجابة في فهم السياق الكامل للأحداث الاقتصادية الكبرى. كل قرار يتخذه الاحتياطي الفيدرالي ليس فقط له تأثير على الدولار لكن على جميع الأسواق العالمية، بما في ذلك العملات المشفرة.
عندما نفكر في هذا الشكل من الاستثمار، نجد أنه ينطوي على العديد من المخاطر، ولكنه أيضًا يحتوي على إمكانيات واضحة للنمو. فهل نحن مستعدون لمواجهة هذه المخاطر من أجل فرص كبيرة قد تأتي في المستقبل؟
ومع كل هذه التقلبات والتغيرات، من الواضح أن العملات المشفرة ليست مجرد فقاعة. إنها تعكس تغيرًا جادًا في كيفية تعاملنا مع المال والاستثمار. هل ستصمد هذه العملات أمام موجهة الضغط؟ فقط الزمن كفيل بإجابة هذا السؤال. في النهاية، يبقى السؤال الأكثر أهمية: كيف ستستعد الأسواق لتقبل هذه التغييرات؟