هل تشعر بذلك النبض المتسارع في شرايين الأسواق المالية؟ يبدو أن الأسبوع قد انطلق على وقع قرع طبول الصعود، مع معزوفة استثنائية تعزفها الفضة والذهب والأسهم على حد سواء، وكأن الجميع اتفقوا على توديع الهدوء ورسم لوحة جديدة عنوانها “التحليق نحو القمم”. لم يكن هذا الافتتاح مجرد ارتفاع عابر، بل كان دفقة قوية من الزخم الإيجابي، أثارت تساؤلات كثيرة حول ما إذا كنا نشهد تحولاً جذرياً في مسار بعض الأصول، أم أنها مجرد مرحلة جديدة ضمن اتجاه صعودي مستمر. فهل أنت مستعد لرحلة استكشاف لهذه الطفرة السوقية؟

لنبدأ بالفضة، نجمة العرض بلا منازع هذا الصباح. بعد صعودها القوي والثابت الذي شهدته على مدى الأسابيع القليلة الماضية، جاء افتتاح هذا الأسبوع ليضيف مزيداً من البريق إلى معدنها اللامع. لم تكتفِ الفضة بالارتفاعات السابقة، بل قفزت قفزة أكبر، لتتحدى مستوياتها القياسية التي لم تشهدها منذ أربعة عشر عاماً، وتحديداً منذ أغسطس 2011. يا سلام على الفضة اللي عمالة تكسر الحواجز وتطمح لأعلى مستوى تاريخي ليها! بالرغم من أن جلسة التداول الآسيوية يوم الاثنين عادة ما تشهد نشاطاً محدوداً في المعادن الثمينة، إلا أن سعر الفضة الفوري تداول بالفعل عند مستوى أعلى بكثير من إغلاق يوم الجمعة، في إشارة واضحة إلى الإقبال الشديد عليها. هذا الأداء، بصراحة، يضعها في بؤرة الاهتمام، ويجعل متتبعي الاتجاهات والمضاربين على الزخم يرغبون بشدة في الاحتفاظ بمراكز الشراء.

وماذا عن شقيقها الأكبر، الذهب؟ لم يرضَ إلا أن يكون سيد الموقف في الأيام الماضية، متوجاً أداءه بتحقيق رقم قياسي جديد يوم الجمعة الماضي، متجاوزاً عتبة الـ 3700 دولار أمريكي للأونصة. هذا الصعود لم يكن مجرد إضافة أرقام، بل كان تأكيداً على مكانته كملاذ آمن وقوي في أوقات عدم اليقين، أو ربما كشهادة على ثقة المستثمرين التي لا تتزعزع في المعادن الثمينة ككل. الذهب حالياً يتداول بالقرب من هذا المستوى المرتفع القياسي، مما يعكس قوة الدفع الهائلة التي يتمتع بها. يعني، اللي كان بيتابع السوق كان شايف إن الذهب خلاص بيعمل حاجة تاريخية، والفرصة لمتداولي الاتجاه والزخم تبدو واضحة لشراء المزيد.

ولم تكن البورصات بمنأى عن هذا الزخم الصعودي. بل على العكس تماماً، سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسية، مثل ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100، أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم الجمعة الماضي. هذا يطرح سؤالاً مهماً: هل نشهد إعادة تقييم شاملة للأصول، أم أن الثقة في الاقتصاد الأمريكي، لا سيما قطاع التكنولوجيا الذي يمثله ناسداك 100، وصلت إلى ذروتها؟ ما هو مؤكد هو أن ناسداك 100 يتفوق بشكل ملحوظ على مؤشر S&P 500، مما يشير إلى استمرار هيمنة أسهم التكنولوجيا والنمو. هنا أيضاً، الإشارة واضحة: المتداولون الذين يركزون على الاتجاه والزخم يجدون في الشراء خياراً جذاباً، في ظل هذه البيئة المفعمة بالصعود. هو فيه إيه بالظبط؟ كل حاجة طالعة، تحس إن السوق كله عامل حفلة!

وفي دهاليز سوق العملات، كانت هناك أيضاً قصص مثيرة للجدل، وإن كانت أقل ضجيجاً من المعادن والأسهم. الدولار الأسترالي كان العملة الرئيسية الأقوى منذ افتتاح طوكيو هذا اليوم، مستفيداً من شهادة محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي أمام البرلمان الأسترالي في وقت سابق اليوم. هذا الدعم اللفظي من المسؤول البارز أعطى العملة دفعة قوية، مما يؤكد كيف أن التصريحات الرسمية يمكن أن تحرك الأسواق بقوة. على النقيض تماماً، كان الين الياباني هو العملة الأضعف، وهو ما يعكس ربما الاختلاف في السياسات النقدية والتوقعات الاقتصادية.

لكن يبقى لغز زوج اليورو/دولار أمريكي محيراً بعض الشيء. فبعد أن حقق اختراقاً صعودياً كبيراً الأسبوع الماضي، بإغلاقه عند أعلى سعر له في أربع سنوات، عاد ليتداول الآن أدنى بكثير من تلك المستويات. هذا التذبذب يثير التساؤل: هل كان الارتفاع السابق مجرد حركة مبالغ فيها، أم أنها مرحلة طبيعية من التوحيد قبل استئناف الصعود؟ يعني، بعد كل الصعود ده، يرجع ينزل تاني؟ ناس كتير بدأت تسأل، إيه الحكاية بالظبط؟ وفي سياق منفصل، وتذكرة بسيطة لمن يتابع آسيا، غداً، هناك عطلة رسمية في اليابان، وهو ما قد يؤثر على السيولة في بعض الأسواق.

طيب، وإيه معنى ده كله لينا إحنا؟ هذه الحركة الجنونية في الأسواق المالية، من الفضة التي تكسر حواجز عمرها سنوات، إلى الذهب الذي يلامس قمم غير مسبوقة، مروراً بالأسهم الأمريكية التي تحلق بلا هوادة، وانتهاءً بتقلبات العملات، كل هذا يشير إلى فترة حافلة بالفرص والتحديات على حد سواء. هل نحن أمام حقبة جديدة من الأسواق الصاعدة التي تتجاهل المخاوف التقليدية، أم أن هذا الرقص الصاخب يخبئ في طياته إيقاعات أخرى قد لا تكون سارة للجميع؟ الأكيد أن هذا الزخم الهائل يعكس ثقة المستثمرين – أو ربما جرأتهم – ورغبتهم في اللحاق بالموجة الصاعدة.

لكن دعونا لا ننسى أن الأسواق، بطبيعتها، متقلبة. فكما أن هناك صعوداً صاروخياً، قد يكون هناك تصحيح مفاجئ. لذا، بينما نحتفي بهذه المكاسب القياسية، من الأهمية بمكان أن نظل يقظين وحذرين. يعني الخلاصة، مش معنى إن الدنيا كلها طالعة إن ده هيفضل للأبد. يجب على كل مستثمر ومتداول أن يدرس تحركاته بعناية فائقة، وأن يراقب المؤشرات الاقتصادية العالمية عن كثب. ففي عالم تتسارع فيه الأحداث بهذا الشكل، المعرفة واليقظة هما مفتاح النجاح، أو على الأقل، مفتاح تجنب المفاجآت غير السارة. إنه زمن مثير، لكنه يتطلب عيناً حادة وذهناً صافياً.

اخبار الاستثمار و المال و الاعمال

COOL M3LOMA

الموقع يوفّر تغطية لحظية لآخر أخبار الاستثمار والأسواق المالية محليًا وعالميًا.

يهتم بمتابعة تحركات الذهب والفوركس والعملات الرقمية مع تحليلات خبراء.

يعتبر منصة شاملة تجمع بين الأخبار، التحليلات، والتقارير الاقتصادية لدعم قرارات المستثمرين.