بعد موجة من التقلبات الحادة، وكأن الذهب كان في سباق ماراثون محموم لا يتوقف، استقر المشهد اليوم في السوق المحلية، ليرسم صورة هدوء نسبي لطالما انتظرها الكثيرون. الهدوء ده مش مجرد استراحة محارب، لأ ده بيعكس توازن دقيق بين عوامل عالمية ومحلية معقدة، وكأن السوق أخد نفس عميق بعد صخب استمر لأسابيع.

في مصر، وبالتحديد الجنيه الذهب، حافظ على ثباته دون تغيير يذكر، ودي لوحدها أخبار تستدعي الاهتمام بعد فترة من “طلوع ونزول” كان بيوتر أعصاب المستثمرين وأي حد كان بيفكر يشتري أو يبيع. هل ده الهدوء اللي بيسبق العاصفة، ولا إشارة لمرحلة جديدة من الاستقرار؟ السؤال ده بيطرح نفسه وبقوة على لسان كل متعامل في السوق.

لو بصينا بره مصر، هنلاقي إن الصورة كانت مختلفة تمامًا، بل ومثيرة بشكل غير عادي. أونصة الذهب العالمية، يا سيدي، ما اكتفتش بالصعود التدريجي، لأ دي قررت تحطم الأرقام القياسية وتوصل لمستوى تاريخي جديد! خلال الأسبوع الماضي، شهد سعر الأونصة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.2%، ليبلغ ذروته عند 3707 دولار للأونصة. تخيل الرقم ده! هي كانت بدأت تداولاتها عند 3644 دولار، وقفلت الأسبوع على 3684 دولار، وده بحسب تحليلات “جولد بيليون” اللي بتتابع السوق خطوة بخطوة.

مش بس الأسبوع اللي فات، لأ ده الذهب العالمي استمر في موجة صعود قوية لخمسة أسابيع متتالية، وكأنه ماشي بخطى واثقة نحو قمة جديدة كل يوم. خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة تحديدًا، قدر المعدن النفيس إنه يسجل مستويات تاريخية جديدة ويكسر حاجز الـ 3700 دولار قبل ما يتراجع قليلًا ويقلص مكاسبه، لكنه في النهاية ما زال محتفظًا بقيمته التاريخية اللي حققها. ناس كتير كانت بتقول “هو الذهب هيقف فين؟” والإجابة كانت دايماً “أعلى!”.

طيب، الارتفاع ده أثر إزاي على أسعار الذهب عندنا هنا في مصر؟
عيار 24 سجل 5697 جنيهًا.
عيار 21، الأكثر تداولًا وشعبية في السوق المصري، وصل سعره إلى 5015 جنيهًا.
عيار 18، اللي بتفضله فئة كبيرة، سجل 4272 جنيهًا.
أما الجنيه الذهب، اللي يعتبر مؤشر مهم لحركة السوق، فاستقر عند 40120 جنيهًا.
الأرقام دي، بصراحة، بتخلي أي حد عنده ذهب سعيد، وأي حد بيفكر يشتري يفكر ألف مرة.

الارتفاع العالمي ده، يا صديقي، مش جاي من فراغ. في سبب رئيسي وراه، أو بمعنى أدق، “دوافع” بتحركه. تقرير مهم بيصدر عن لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC)، اللي بيوضح التزامات المتداولين والمضاربين في السوق، كشف لنا جزء كبير من الحكاية. التقرير ده، اللي بيغطي الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، أظهر ارتفاعًا كبيرًا في عقود شراء الذهب الآجلة. يعني إيه الكلام ده؟ يعني الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية، كلهم زودوا من عقود الشراء بغرض المضاربة، وده كان بزيادة 1903 عقد مقارنة بالتقرير اللي قبله. وفي المقابل، عقود البيع تراجعت بحوالي 2767 عقد.

ببساطة، ده معناه إن فيه “شهية” متزايدة لشراء الذهب. كأن الناس حاسة إن الذهب رايح على فين، فكله عايز يلحق يشتري قبل ما سعره يزيد أكتر. والشهية دي، أو طلب المضاربة ده، له سبب أعمق: التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من قِبل البنك الفيدرالي الأمريكي. لما البنك الفيدرالي بيخفض الفايدة، ده بيخلي الاستثمار في سندات الخزانة والعوائد الثابتة أقل جاذبية. ساعتها، المستثمرين بيدوروا على بدائل، والذهب، اللي مبيجيبش فايدة بس قيمته بتزيد، بيكون الملاذ الآمن والمغري بالنسبة لهم. يعني كأنك بتختار بين فلوس بتجيب لك عائد قليل جدًا، أو معدن قيمته بتزيد مع الوقت، فالناس بتفضل الأخير.

في النهاية، قصة الذهب اليوم مش مجرد أرقام بتطلع وتنزل. دي قصة بتحكي عن ثقة المستثمرين، عن التوقعات الاقتصادية العالمية، وعن دور المعدن الأصفر الخالد كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين. السؤال اللي بيطرح نفسه لكل واحد فينا: هل هذا الاستقرار المحلي المؤقت يعني بداية تهدئة طويلة الأمد، أم هو مجرد التقاط أنفاس قبل موجة جديدة؟ وهل سنشهد استمرار صعود الذهب العالمي في ظل توقعات خفض الفائدة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بأن تكشف لنا ما يخبئه “المعدن الملكي” في جعبته، فهل أنت مستعد لهذه الرحلة؟

اخبار الاستثمار و المال و الاعمال

COOL M3LOMA

الموقع يوفّر تغطية لحظية لآخر أخبار الاستثمار والأسواق المالية محليًا وعالميًا.

يهتم بمتابعة تحركات الذهب والفوركس والعملات الرقمية مع تحليلات خبراء.

يعتبر منصة شاملة تجمع بين الأخبار، التحليلات، والتقارير الاقتصادية لدعم قرارات المستثمرين.