Ahmed
كثيرًا ما وقفت الإيثيريوم، هذه الشقيقة الصغرى للبيتكوين في عالم العملات الرقمية، في الظل. كانت دائمًا تلاحق صعود البيتكوين الصاروخي، الذي كسر حاجز الـ 120,000 دولار مسجلاً أرقامًا قياسية لم نتخيلها. لكن الإيثيريوم، برغم مكانتها كثاني أكبر عملة مشفرة، لم تتمكن بعد من تخطي قمتها التاريخية. هذا الفارق أثار جدلاً واسعًا: هل تستطيع الإيثيريوم سد الفجوة، أم أنها ستبقى دائمًا في المرتبة الثانية؟
لكن الرياح بدأت تتغير، يا صاحبي. مؤخرًا، ومع تحول أنظار المتداولين بعيدًا عن البيتكوين نحو “موسم العملات البديلة”، عادت الإيثيريوم لتتصدر المشهد بقوة. ارتفاعها الأخير فوق مستوى 4,000 دولار لم يبعث الروح في قلوب المستثمرين فحسب، بل أشعل شرارة حديث قديم جديد: هل يمكن لهذه العملة أن تصل إلى 15,000 دولار؟ ناس كتير بدأت تقول إن ده مش مجرد حلم، لأ، ده ممكن يكون قريب. وبالفعل، بدأ المزيد من المحللين يشيرون إلى أهداف من خمسة أرقام، مما يوحي بأن الإيثيريوم على وشك كتابة فصل جديد وحاسم في قصتها بحلول نهاية عام 2025.
ما الذي يغذي هذا التفاؤل الجريء؟ إنه مزيج من القراءة الفنية المتأنية للسوق، ودعم من شخصيات مؤثرة، بالإضافة إلى عوامل أساسية قوية تتشكل في الأفق.
دعنا نلقي نظرة على الرسوم البيانية. يحكي الرسم البياني اليومي للإيثيريوم قصة مألوفة جدًا لمن يتابع الأسواق، وفقًا لتحليل دقيق أجراه الخبير “ترايسر” في مجال العملات الرقمية. القصة بسيطة ومكررة: بعد كل صعود حاد، تتوقف السوق لالتقاط الأنفاس، ثم تبني قاعدة صلبة، ثم تستأنف رحلة الصعود. وكأنها بتجمع قواها كده قبل القفزة اللي بعدها.
الرسوم البيانية تظهر فترتين واضحتين من التماسك، استمرت كل منهما حوالي 60 يومًا. خلال هاتين الفترتين، كانت حركة الأسعار جانبية، يختبر فيها المتداولون المستويات الدنيا قبل أن يتدخل المشترون بقوة، ويظهروا حرصًا شديدًا على اقتناء العملة. هذه “الانتفاضات” المتكررة، التي تظهر باللون الأخضر على الرسوم البيانية، تدل بوضوح على أن الطلب يفوق العرض باستمرار.
الأكثر إثارة للانتباه هو صمود الإيثيريوم فوق مستوى الدعم الرئيسي بالقرب من 4,000 دولار، ومن ثم ارتدادها السريع، وهذا يشير إلى أن السوق لا يزال في قبضة الثيران بقوة، أي أن المشترين هم المسيطرون. وما يلفت النظر حقًا هو التماثل؛ فكما اخترق نطاق التداول الصيفي ليصعد بشكل عمودي، يبدو أن نطاق التداول الخريفي يستعد لنفس النتيجة تمامًا. وكأن التاريخ بيعيد نفسه، بس المرة دي بشكل أقوى.
مع تلاشي مستويات المقاومة وتزايد الزخم، يبدو الطريق أمام الإيثيريوم مفتوحًا على مصراعيه. قد تبدو التوقعات بوصولها إلى 15,000 دولار طموحة للغاية، لكن إيقاع التراكم والاختراق يوحي بأن الوصول إلى مستويات أعلى هو مسألة وقت لا أكثر، وليس مسألة احتمال. فإذا تكرر التاريخ، فإن هذا التماسك الذي نشهده الآن ليس سقفًا، بل هو مجرد منصة انطلاق للارتفاع التالي للإيثيريوم.
لكن الأمر لا يقتصر على التحليلات الفنية فقط. الرؤية الأساسية تتماشى مع هذا التفاؤل. “توم لي”، المؤسس المشارك لشركة Fundstrat ورئيس مجلس إدارة Bitmine، هو أحد أبرز الأسماء التي تتوقع سعر 15,000 دولار للإيثيريوم بحلول نهاية عام 2025. وقد أكد العديد من المحللين الآخرين بجرأة أن الإيثيريوم “مبرمجة” (يعني متجهة حتمًا) لتصل إلى هذا الرقم، مما يضفي ثقلاً على آراء “لي”. هذه الثقة تنبع من مجموعة من خمس قوى دافعة قوية ستدفع العملة الرقمية إلى آفاق غير مسبوقة.
العامل الأول والأكثر أهمية هو الاهتمام المؤسسي المتزايد. خلال العام الماضي، ظهرت العديد من الشركات الكبرى التي تركز على الاستثمار في أصول الخزينة الرقمية، مع أسماء مثل Bitmine و SharpLink في الصدارة. استراتيجيتها واضحة ومباشرة: تجميع الإيثيريوم بكميات هائلة. هذه الشركات اشترت مجتمعةً ما يزيد عن 10 مليارات دولار من الإيثيريوم في أقل من ثلاث سنوات! هذا المستوى من التراكم، كما يرى الخبراء، يعكس قناعة متزايدة بين المستثمرين ذوي الوزن الثقيل بأن الإيثيريوم ليست مجرد أصل رقمي آخر، بل هي استثمار طويل الأجل وله مستقبل باهر.
العامل الثاني يتمحور حول السياسة. هنا، يظهر اسم الرئيس السابق “دونالد ترامب”، الذي بات يُعرف على نطاق واسع بأنه أحد أكثر الزعماء المؤيدين للعملات الرقمية في الولايات المتحدة. تقدّر قيمة مخبأه من العملات الرقمية بأكثر من 500 مليون دولار، مما يجعل الإيثيريوم حجر الزاوية في محفظته. أهمية ذلك، تتجاوز الرقم بالدولار. فوجود شخصية سياسية رفيعة المستوى كهذه، وتملك حصة كبيرة في الإيثيريوم، يضفي وضوحًا وشرعية على الشبكة في وقت لا تزال الأصول الرقمية فيه تكافح من أجل القبول السائد. يعني الموضوع بيجيب ثقة لناس كتير، وبيدي رسالة إن العملات الرقمية دي مش لعبة.
إذاً، نحن أمام قصة تتشابك فيها خيوط التحليل الفني مع الرؤى الأساسية القوية. هل هذا هو الوقت الذي ستكسر فيه الإيثيريوم قيود الظل لتعلن عن حقبة جديدة من الهيمنة في عالم العملات الرقمية؟ هل سنشهد بالفعل طفرة حقيقية تصل بها إلى 15,000 دولار بحلول نهاية عام 2025؟ كل المؤشرات تتجه نحو هذا الاحتمال، ولكن في عالم العملات المشفرة المتقلب، لا شيء مؤكد تمامًا. يبقى السؤال معلقًا: هل أنت مستعد للقفزة التالية؟
