الإمارات: حيث تتحول الأحلام الريادية إلى واقع مدعوم بخارطة طريق واضحة
تخيل عالماً لا تُقاس فيه قوة الأمم بثرواتها الخام، بل بمدى قدرتها على احتضان الأفكار الخلاقة، وتغذية العقول الشابة، وتحويل الأحلام الريادية إلى مشاريع قائمة بذاتها. هذا ليس مجرد طموح نظري، بل هو الرؤية التي تعمل الإمارات العربية المتحدة على تجسيدها بجدية بالغة، لتصبح، بكل وضوح، عاصمة العالم لرواد الأعمال.
في خطوة استراتيجية جريئة، أطلقت دولة الإمارات حملتها الوطنية الطموحة تحت عنوان “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم”. هذه المبادرة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم، هدفها الأساسي والرئيسي هو ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية لا تضاهى لكل من يبحث عن أرض خصبة للابتكار والإبداع. مش مجرد شعارات، لأ دي خطة عمل واضحة.
لماذا ريادة الأعمال؟ لأنها المحرك الحقيقي للمستقبل
في عالمنا المتسارع، لم تعد التنمية الاقتصادية مقتصرة على الصناعات التقليدية، بل تتجه نحو الابتكار وريادة الأعمال كقاطرة حقيقية للنمو المستدام. الإمارات أدركت هذا التحول مبكراً، ولهذا السبب، ركزت جهودها على بناء منظومة متكاملة تدعم رواد الأعمال. معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أكد خلال مؤتمر صحفي أن الحملة تمثل رؤية وطنية شاملة تهدف إلى بناء اقتصاد تنافسي عالمي يعتمد بشكل أساسي على الابتكار واستثمار طاقات الشباب. وبصراحة، لما تشوف الأرقام، تلاقي إن الكلام ده مش مجرد حبر على ورق.
أرقام تتحدث عن نفسها: الإمارات في الصدارة العالمية
هل تعلم أن الإمارات حلت في المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM 2025)؟ هذا الإنجاز ليس رقماً عادياً، بل هو تأكيد قاطع على أن المنظومة الإماراتية لتمكين رواد الأعمال تسير في الاتجاه الصحيح تماماً. والمفاجأة لا تتوقف هنا؛ فالإمارات مصنفة أيضاً ضمن أفضل 5 دول من أصل 49 دولة في المؤشر الخاص بتعليم ريادة الأعمال في المدارس، وفقاً لتقرير GEM 2024. يعني، الاستثمار في الأجيال الجديدة بيبدأ من بدري أوي هناك.
تصور أنك في بيئة تُعتبر الأفضل عالمياً لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ضمن 56 اقتصاداً حول العالم! هذه حقيقة تُعززها أيضاً كون الإمارات تتصدر 11 مؤشراً من أصل 13 مؤشراً لدول الدخل المرتفع. ولنتحدث عن الـ “يونيكورن” (الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار)، فمن بين 7 شركات عربية وصلت لهذا النادي، 5 منها انطلقت من الإمارات. يعني، البلد دي مكان سحري لتحويل الشركات الصغيرة لكيانات عملاقة.
ولكي لا تكون هذه الأرقام مجرد إحصائيات، فإن الدولة ضخت استثمارات ضخمة تقدر بنحو 8.7 مليار درهم لتعزيز الابتكار ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، ضمن مبادرات “مشاريع الخمسين”. هل تعلم أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تسهم بنسبة 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي حتى منتصف عام 2022؟ وهي تستحوذ على 95% من إجمالي الشركات العاملة في الأسواق الإماراتية. أرقام فعلاً تبين أد إيه القطاع ده حيوي ومهم للاقتصاد هناك.
بنية تحتية وتشريعية عالمية: بيئة جاذبة بلا منازع
ما الذي يجعل الإمارات مغناطيساً للمواهب والاستثمارات؟ الأمر ببساطة يتجاوز الدعم المالي. فالبيئة الريادية في الإمارات تجمع بين الابتكار والتكنولوجيا الحديثة والاستدامة. الدولة توفر منظومة تشريعية وتنظيمية تدعم تأسيس الشركات بسرعة لا تُصدق، بفضل الإجراءات الرقمية الذكية، لدرجة أن رواد الأعمال يمكنهم تأسيس شركاتهم في غضون أيام قليلة. أضف إلى ذلك، تعزيز الملكية الأجنبية للشركات بنسبة 100% في معظم القطاعات، مما يعزز جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب. وطبعاً، لا يمكننا أن ننسى البنية التحتية العالمية، من موانئ ومطارات دولية تربط العالم، وشبكات طرق متقدمة لدعم حركة التجارة والنقل. بصراحة، البلد مجهزة على أعلى مستوى.
مبادرات الحملة: مستقبل مليء بالفرص
الحملة الوطنية ليست مجرد احتفال بالإنجازات، بل هي إطلاق لحقبة جديدة من المبادرات العملية. من أبرز هذه المبادرات:
- منصة StartupEmirates.ae: ستكون هذه المنصة هي المحرك لاستقطاب 10 آلاف رائد أعمال وخلق 30 ألف فرصة عمل خلال الخمس سنوات المقبلة. يعني لو عندك فكرة، ده المكان اللي هتبدأ منه.
- برنامج ريادة الأعمال: يستهدف تدريب 10 آلاف مواطن إماراتي على مبادئ ومهارات ريادة الأعمال.
- خبراء إدارة المشاريع: برنامج لترخيص 500 مواطن لإدارة مشاريع البناء السكنية.
- دعم الشركات العقارية الوطنية: احتضان ودعم 250 مواطناً لتأسيس وإطلاق شركات عقارية.
- وكلاء ضريبيون إماراتيون: ترخيص 500 وكيل ضريبي إماراتي خلال 3 سنوات عبر برنامج تدريبي مكثف.
- تعزيز الوعي المبكر: تنظيم معرض وطني للمؤسسات التعليمية لرفع الوعي بريادة الأعمال في سن مبكرة، بالإضافة إلى معرض لمشاريع الخريجين التجارية.
- المشتريات الحكومية: إشراك رواد الأعمال بشكل أكبر في منظومة المشتريات والمناقصات الحكومية الاتحادية.
كل دي مبادرات بتوريك قد إيه الدولة جادة في تمكين شبابها ومجتمعها.
تكامل الجهود: مجلس الإمارات لريادة الأعمال في صلب العملية
لا يمكن أن تنجح رؤية بهذا الحجم دون جهود متضافرة. وزارة الاقتصاد والسياحة تشرف على الحملة بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وبمشاركة فاعلة من مجلس الإمارات لريادة الأعمال وأكثر من 50 جهة حكومية وخاصة وحاضنات أعمال ومسرعات ومؤسسات أكاديمية. يعني، الموضوع ده مش بتاع وزارة واحدة، ده جهد قومي.
وفي السياق ذاته، عقد مجلس الإمارات لريادة الأعمال، برئاسة معالي عبدالله بن طوق، اجتماعات مكثفة لبحث سبل تعزيز بيئة ريادة الأعمال. أكد الاجتماع على أهمية تكامل الجهود والتنسيق بين الجهات الاتحادية والمحلية ومؤسسات التمويل لتمكين الشباب من خلال التدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية. كما نوه إلى ضرورة مساهمة الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية في مبادرات نوعية تهدف إلى دعم رواد الأعمال، حتى في المشتريات الحكومية. المجلس ده يضم ممثلين عن كل القطاعات الحيوية في الدولة، من المالية للتعليم للصناعة، وده بيضمن إن كل قرار بيتاخد بيكون مدروس ومن كل الزوايا.
هل أنت مستعد لمستقبل الإمارات الريادي؟
في النهاية، هذه القصة تتجاوز مجرد سرد الأرقام والإنجازات. إنها دعوة مفتوحة لكل من يحمل حلماً، لكل من يمتلك فكرة ويرغب في تحويلها إلى واقع. الإمارات لا تقدم فقط بيئة داعمة، بل تقدم منظومة حياة كاملة تحتضن الطموح والإبداع. إنها تبعث برسالة واضحة: المستقبل ليس شيئاً ننتظره، بل هو شيء نصنعه اليوم بأيدينا وأفكارنا. فهل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذه الرحلة الملهمة، وأن تترك بصمتك في “عاصمة رواد الأعمال في العالم”؟