حسن محمود
الذهب يدور في حلقة مفرغة بين الأسواق العالمية: هل هو استثمار آمن أم مجرد فقاعة؟
في وقت تتباين فيه أسعار الذهب حول العالم، يبدو أن التذبذبات قد أصبحت القاعدة، وليس الاستثناء. فأسعار المعدن الأصفر تأثرت بشكل كبير بالتغيرات الاقتصادية، مؤديةً إلى تغيرات ملحوظة في السوق القطرية. لكن ما الذي يجعل الذهب حالة من الجدل المستمر بين المستثمرين؟ من الواضح أن الأيام الأخيرة كانت حاسمة في تحديد وجهة أسعار الذهب، والتي تستمر في جذب أنظار الجميع.
في قطر، يتمتع الذهب بشعبية كبيرة، ليس فقط بفضل كونه استثماراً آمناً، ولكن أيضاً كمطلب أساسي في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية. حسب تقارير الأسعار، سجل الذهب عيار 18 نحو 319.75 ريال قطري، بينما سجل عيار 24 حوالي 426.25 ريال. والحديث يدور بين الناس عن الأسعار المتقلبة. “يعني إيه، النهاردة نشتري، وبكرة نبيع؟” – يبدو أن الأهالي والمقبلين على الزواج في حيرة، خاصة بعد أن سجل الجنيه الذهب 2984.50 ريال، مما يؤكد أن الذهب، رغم أزماته، يبقى ملاذاً للكثير من الناس.
وبالنظر إلى السوق العالمية في الأيام الماضية، نجد أن سعر أونصة الذهب عالق بين طيات التاريخ. إذ ارتفع سعر أونصة الذهب الأسبوع الماضي بنسبة 1.6٪، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3674 دولار. فكيف حدث ذلك؟ بداية الأسبوع كانت عند 3591 دولار، ليغلق الأسبوع عند 3643 دولار. يبدو أن هذا التذبذب ليس محض صدفة، بل نتيجة للتوقعات المتعلقة بسياسات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ولكن، لماذا تميل العيون دائماً نحو الذهب في مثل هذه الأوقات؟ تقنيات التحليل الفني تشير إلى أن المعدن الأصفر شهد ارتفاعاً لمدّة أربعة أسابيع متتالية تقريباً، محققاً زيادة تقارب 40% منذ بداية عام 2025. المراقبون يعودون لأسباب بدء الطلب المتزايد على الذهب، في ظل وجود توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة. “بصراحة، الناس بقت مش عارفة تتصرف”، يقول أحد الباعة في سوق الذهب، محاولاً تبسيط الموقف الذي يلاحق الجميع.
وبالتالي، نحاول فهم الأمور لنرى الاتجاهات المستقبلية لهذا المعدن النادر. كيف يمكن للمستثمرين أن يتخذوا قرارات صائبة وسط هذه الزوبعة من المعطيات؟ هل يتحمل مشتري الذهب الأربعاء خطر التقلبات (اللي مروا بيها كتير) في قيمة استثمارهم؟ سؤال يحتاج إلى تفكير وتحليل عميق.
ومع كل هذا، يبقى التساؤل الأهم: هل الذهب حقًا هو الأمان في زمن الاضطراب؟ في سبيل الإجابة، يعود المقربون إلى منطق معتاد: “الدهب معدن قليل، وبيرجع عليه حلاوة كل ما علق فيه”.
في النهاية، نجد أنفسنا وسط متاهة من التفكير وتحليل البيانات؛ إذ يتطلب الاستثمار في الذهب أكثر من مجرد متابعة للأسعار. الأمر ينطوي على توازن دقيق بين المخاطر والفرص. وعلى الرغم من أن الأسعار يمكن أن تتغير بسرعة، تبقى حقيقة أن الذهب يعد من أكثر الأصول القيمة في العالم. فالمقبلون على الاستثمار أو الزواج سيكون عليهم التفكير بحكمة في خياراتهم. هل يمكن أن تكون هذه هي اللحظة المناسبة لاتخاذ قرار؟
قد لا يكون هناك إجابة واحدة تناسب الجميع، ولكن ما هو مؤكد أن التغير في أسعار الذهب سيستمر في تشكيل اهتمامات الشعوب، مما يستدعي أن نكون دائماً على دراية بما يحدث حولنا.
