حسن محمود
تباين في أداء البورصة المصرية: مكاسب متواضعة وسط توقفات مفاجئة
القاهرة: شهدت البورصة المصرية أداءً متباينًا في ختام تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث سجل المؤشر الرئيسي تراجعًا طفيفًا، بينما حقق مؤشرا الشركات الصغيرة والمتوسطة (إيجي إكس 70) و(إيجي إكس 100) ارتفاعات ملحوظة. وقد أثار هذا التباين في الأداء تساؤلات حول اتجاه السوق في الفترة المقبلة، وسط ترقب المستثمرين لنتائج أعمال الشركات المدرجة.
وتميزت الجلسة بتقلبات حادة، حيث اضطرت إدارة البورصة إلى إيقاف التداول على أسهم 21 شركة لمدة عشر دقائق، وذلك لتجاوزها النسبة المسموح بها من الارتفاع أو الانخفاض، والبالغة 5%. وشملت الشركات الموقوفة أسهمًا في قطاعات متنوعة، مثل الاستصلاح الزراعي، والتنمية العقارية، والصناعات الغذائية، والأدوية، والخدمات المالية. ويعكس هذا الإجراء، بحسب محللين، حرص البورصة على الحفاظ على استقرار السوق ومنع المضاربات غير المنظمة.
وعلى الرغم من التراجع الطفيف للمؤشر الرئيسي (إيجي إكس 30) بنسبة 0.01% ليغلق عند مستوى 35156 نقطة، إلا أن السوق نجح في تحقيق مكاسب إجمالية لرأس المال السوقي بلغت 6 مليارات جنيه، ليغلق عند مستوى 2.473 تريليون جنيه. ويعزو خبراء هذه المكاسب إلى الإقبال المتزايد على أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي أظهرت نموًا ملحوظًا في الأرباح خلال الفترة الأخيرة.
وبلغ حجم التداول على الأسهم خلال الجلسة 1.2 مليار ورقة مالية، بقيمة إجمالية قدرها 4 مليارات جنيه، وذلك من خلال تنفيذ 120.4 ألف عملية على أسهم 218 شركة. وقد استحوذ المستثمرون المصريون على الغالبية العظمى من التعاملات، بنسبة بلغت 92.95%، في حين بلغت حصة الأجانب 3.85% والعرب 3.2%.
وفيما يتعلق بتوجهات المستثمرين، مالت تعاملات المصريين والعرب للبيع، في حين اتجه الأجانب للشراء. ويعكس هذا التباين في التوجهات اختلاف الرؤى حول مستقبل السوق، حيث يرى البعض فرصًا واعدة في الأسهم المصرية، بينما يفضل البعض الآخر جني الأرباح والانتظار لحين اتضاح الرؤية.
وعلى صعيد أداء القطاعات، سجل قطاعا العقارات والصناعات الغذائية أداءً متباينًا، حيث تأثرت أسهم بعض شركات العقارات الكبرى بضغوط بيعية، في حين حققت أسهم شركات الصناعات الغذائية ارتفاعات ملحوظة، مدفوعة بتحسن الأداء المالي والتشغيلي.
الأسهم الرابحة والخاسرة:
تصدرت أسهم شركة مطاحن ومخابز الإسكندرية قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعًا، بنسبة بلغت 20%، لتغلق عند سعر 57.600 جنيه. وجاء في المرتبة الثانية سهم شركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة، بنسبة ارتفاع بلغت 15.8%، ليغلق عند سعر 127.190 جنيه. فيما حلت شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية في المركز الثالث، بنسبة ارتفاع بلغت 14.17%، ليغلق عند سعر 1.370 جنيه.
وعلى الجانب الآخر، تصدرت أسهم شركة الغربية الإسلامية للتنمية العمرانية قائمة الأسهم الأكثر انخفاضًا، بنسبة بلغت 6.26%، لتغلق عند سعر 40 جنيهًا. وجاء في المرتبة الثانية سهم شركة مصر للزيوت والصابون، بنسبة تراجع بلغت 4.54%، ليغلق عند سعر 203.780 جنيه. فيما حلت شركة الإسماعيلية الجديدة للتطوير والتنمية العمرانية-شركة منقسمة في المركز الثالث، بنسبة تراجع بلغت 4.41%، ليغلق عند سعر 34.240 جنيه.
توقعات المحللين:
يرى محللون ماليون أن البورصة المصرية تمر بمرحلة انتقالية، تتسم بالتقلبات وعدم اليقين. ويشيرون إلى أن السوق يتأثر بعدة عوامل، منها الأوضاع الاقتصادية العالمية، والتطورات السياسية الإقليمية، وقرارات السياسة النقدية. وينصحون المستثمرين بتوخي الحذر وإجراء دراسة متأنية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
ويتوقع المحللون أن يشهد السوق تحسنًا تدريجيًا في الأداء خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بتعافي الاقتصاد المصري، وتحسن مناخ الاستثمار، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي. ويشيرون إلى أن هناك فرصًا واعدة في قطاعات معينة، مثل قطاع الطاقة المتجددة، وقطاع التكنولوجيا، وقطاع الرعاية الصحية.
ختامًا:
تبقى البورصة المصرية مرآة عاكسة للاقتصاد الوطني، ومقياسًا لثقة المستثمرين في مستقبل البلاد. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنها تظل وجهة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، ومصدرًا هامًا لتمويل الشركات وتنمية الاقتصاد. وعلى المستثمرين أن يتعاملوا مع السوق بحذر وعقلانية، وأن يعتمدوا على التحليل الفني والأساسي لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
