حسن محمود
سيتي سكيب 2025: عندما تلتقي أحلام الغد بذكاء الاستثمار العقاري
هل تبحث عن قطعة من المستقبل، زاوية خاصة بك في قلب القاهرة المتجددة؟ أم أنك مستثمر يطمح لغرس بذرة نجاح في تربة الاقتصاد المصري الخصبة؟ في كلتا الحالتين، يظل العقار هو الشغل الشاغل للكثيرين، ذلك الأصل الملموس الذي يمثل في عقولنا الاستقرار والأمان، وفرصة النمو التي لا تخبو. ومع كل عام، يأتي “سيتي سكيب” ليُشعل شرارة الحماس، مقدمًا لوحة بانورامية لأفق مصر العمراني.
اليوم، شهد مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة انطلاقة الدورة الأحدث من معرض سيتي سكيب 2025، ذلك الحدث الذي تحول على مر السنين إلى محطة لا غنى عنها لكل من هو مهتم بسوق العقارات. المعرض، الذي تنظمه شركة “إنفورما” العالمية، ويستمر حتى السابع والعشرين من سبتمبر الجاري، ليس مجرد تجمع عارضين ومشترين، بل هو ملتقى للأفكار والطموحات والفرص التي تشكل ملامح الغد. تخيل معي، أكثر من 80 مطورًا عقاريًا، يمثلون نخبة الشركات المحلية والدولية، يتنافسون لعرض ما يزيد عن ألف مشروع متنوع. هذا العدد الكبير يا جماعة، بيوريك قد إيه السوق حيوي والفرص لا حصر لها.
من الوحدات السكنية الفاخرة التي تعد بملاذ هادئ، إلى المكاتب الإدارية والمحلات التجارية التي تفتح أبوابًا جديدة للأعمال، وصولًا إلى مشاريع المدن الذكية والمستدامة التي تجسد رؤية مصر لمستقبل أخضر وأكثر كفاءة. كل هذا تحت سقف واحد! ويتوقع المنظمون أن يستقطب المعرض ما يزيد عن 40 ألف زائر؛ من مستثمرين كبار ورجال أعمال يبحثون عن صفقات رابحة، إلى أفراد وعائلات تسعى لامتلاك منزل الأحلام، أو وحدة تحقق لهم عائدًا مستقبليًا واعدًا.
ولكن، وكما يقول المثل: “ليس كل ما يلمع ذهبًا”. فبين كل هذه الوعود البراقة، تكمن تفاصيل دقيقة قد تحدد مصير استثمارك العقاري. الشراء في العقارات يا جماعة مش لعبة، وده اللي دفع خبراء السوق والمتعاملين فيه لتقديم نصائح ذهبية، بمثابة خريطة طريق لتجنب المزالق الشائعة. دعونا نستعرض أبرز هذه الإرشادات، فهي والله كنز لأي مشتري محتمل:
أولًا، وقبل كل شيء، اجعل “الوضوح” شعارك. تحديد ضريبة التصرفات العقارية في العقد بشكل صريح وواضح هو خط الدفاع الأول ضد أي خلافات مستقبلية. مين اللي هيدفع الضريبة دي؟ لازم يكون متفق عليه ومكتوب عشان متتخنقوش بعدين. كذلك، حصتك في الأرض التي يقام عليها العقار، كيف ستحدد؟ هل هي بعدد أمتار محددة أم بنسبة من عدد الشقق في العقار؟ هذه النقطة بسيطة لكنها أساسية في تحديد قيمة ملكيتك الحقيقية.
ثانيًا، ركز على “الاستلام”. هل الاستلام ابتدائي أم نهائي؟ تفرق السما من الأرض! الاستلام النهائي يعني أن العمارة جاهزة بشكل كامل، وصدر لها محضر المطابقة، وتم تركيب عدادات الكهرباء والمياه. إيه فايدة إنك تستلم وحدة في مبنى لسه فيه شغل كتير ومش كامل؟ تأكد من هذه التفاصيل، فهي حقك. ولا تنسَ المصعد الكهربائي؛ من المسؤول عن تركيبه ومتى سيكون جاهزًا؟ هل ضمن تسليم المطور أم سيتم لاحقًا عبر اتحاد الشاغلين؟ دي حاجة بسيطة بس بتعمل فرق كبير في الاستخدام اليومي.
ثالثًا، “احمِ حقوقك” بالورقة والقلم. بعد سداد الأقساط، لا تكتفِ بالعقد الابتدائي. يجب تحويله إلى عقد نهائي، والحصول على توكيل بيع للنفس وللغير مع توثيقه في جهاز المدينة. الأهم في هذا التوكيل ألا يجوز إلغاؤه إلا بحضور الطرفين، وهذا يمنحك الأمان القانوني اللازم. وإذا تأخر المطور عن موعد التسليم المتفق عليه، فهل هناك بند واضح يحدد التعويض المستحق لك؟ ده بند أمان ليك عشان لو حصل تأخير تكون حقوقك محفوظة.
رابعًا، “شفافية المعاملات” ضرورة لا مفر منها. كل قسط تدفعه، حوله على حساب الشركة مباشرة، وتأكد من استلام إيصالات مختومة توضح الغرض من التحويل. هذا يضمن حقوقك ويقطع الطريق أمام أي ادعاءات لاحقة. كما يجب عليك التأكد من وجود نص في العقد يحدد أحقيتك في باكية جراج أو حصة في البدروم، دي بتعمل فرق كبير في سهولة الحياة اليومية، صح ولا إيه؟
خامسًا وأخيرًا، لا تغفل عن “التدقيق”. راجع رخصة الإنشاء جيدًا للتأكد من مطابقة عدد الأدوار للدور الذي تنوي شراءه. وتأكد من أوراق ملكية الأرض وصحة توقيع من يبرم العقد. وإذا كان التوكيل مشتركًا، فليوقع جميع الملاك. هنا بقى بيت القصيد، تتأكد إن اللي بيبيعلك هو فعلاً صاحب الملك، عشان متدخلش في متاهات أنت في غنى عنها.
في الختام، يُعد معرض سيتي سكيب 2025 أكثر من مجرد حدث تجاري؛ إنه مرآة تعكس ديناميكية سوق العقارات المصري وتطلعاته المستقبلية. بينما يتسارع نبض التطور العمراني، وتتفتح آفاق جديدة للاستثمار والعيش، تظل الحكمة في اتخاذ القرار هي مفتاح النجاح. هذه النصائح ليست مجرد بنود قانونية جافة، بل هي بوصلة ترشدك في رحلتك نحو امتلاك العقار. ففي النهاية، الموضوع مش مجرد صفقة شراء وبيع، ده استثمار في مستقبل، بيت هتعيش فيه، أو فرصة هتكبر. فهل أنت مستعد لتلك الرحلة، ومزود بكل ما يلزم من معرفة ودراية؟
