نبض العمران يتجدد: قمة سيتي سكيب ترسم ملامح مستقبل مصر العقاري الواعد
في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تتجسد أحلام مصر المستقبلية وتتسارع خطى التنمية بخطى لم نعهدها من قبل، انطلقت اليوم فعاليات قمة تحضيرية تعد بمثابة البوصلة الحقيقية لسوق العقارات في المنطقة. هذه القمة، التي تسبق معرض سيتي سكيب مصر 2025 في نسخته الرابعة عشرة، لم تكن مجرد اجتماع روتيني؛ بل كانت ملتقى للعقول والخبرات، ورسالة واضحة بأن مصر تضع يدها على نبض التطور العمراني، وتتطلع إلى مستقبل عقاري مزدهر ومستدام.
تحت رعاية دولة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون المثمر مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وجهاز العاصمة الإدارية الجديدة، احتضن فندق سانت ريجيس نخبة من كبار قادة وخبراء الاستثمار العقاري من مصر والشرق الأوسط، تجاوز عددهم الثلاثين متحدثًا. كان الهدف واحدًا: تبادل الرؤى وصياغة استراتيجيات جديدة تدعم نمو القطاع العقاري، وتزيد من جاذبية السوق المصرية للاستثمارات المحلية والدولية. سيتي سكيب، الذي أصبح بحق الحدث العقاري الأبرز، هو تلك المنصة الاستراتيجية التي تفتح قنوات الحوار وتوطد الثقة، وهو بالضبط ما نحتاجه في هذه المرحلة الحرجة.
“القمة دي بقت من أهم الفعاليات العقارية مش بس في مصر، لأ دي في الشرق الأوسط كله!”، هكذا أكد الأستاذ فتح الله فوزي، رئيس مجلس إدارة شركة مينا لاستشارات التطوير العقاري. وكلامه ده مش جاي من فراغ. فالرجل أوضح أن القمة تجمع كوكبة من الخبراء والمستثمرين والمطورين بهدف صياغة توجهات جديدة للقطاع، مُشددًا على أن الطفرة العمرانية والتنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر هي خير دليل على قوة الاقتصاد ومرونته. من الآخر كده، القمة دي منصة لمستقبل مليان فرص استثمارية واعدة، وواضحة المعالم.
من جانبه، ألقى الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية، الضوء على إنجازات الدولة في قطاع التنمية العمرانية، مؤكدًا أنها تعكس نجاح رؤية مصر 2030 بعد عقد كامل من العمل الدؤوب والمخطط. هل تعلم أن الدولة أعادت تسكين ما يقرب من مليوني مواطن في مناطق حضارية لائقة؟ هذا الرقم بحد ذاته يحكي قصة نجاح إنساني وتنموي لا يستهان به، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات الإسكان الاجتماعي والمتوسط التي تلبي احتياجات شرائح مجتمعية واسعة. لكن الدكتور إبراهيم لم يتوقف عند الإنجازات الماضية، بل شدد على ضرورة تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، فالتنمية الحقيقية تحتاج لتضافر كل الجهود.
وتعميقًا لمفهوم الشراكة، أشار الدكتور إبراهيم إلى أن الدولة توسعت في شراكاتها العقارية مع القطاع الخاص لتصل إلى نحو 100 مشروع، بزيادة ملحوظة بلغت 25%. ده مش مجرد رقم، ده مؤشر قوي على أن الدولة بتشوف إن الشراكات دي هي الطريق الأمثل لتحقيق التنمية العمرانية المستدامة. ولم يتوقف الطموح عند هذا الحد، بل تحدث عن أهمية إطلاق أدوات تمويلية مبتكرة مثل الصناديق العقارية، اللي ممكن تفتح آفاق جديدة للاستثمار، ده غير إطلاق منصة عقارية مخصصة لتصدير العقار المصري للخارج. يعني من الآخر، عايزين نوري العالم كله إمكانياتنا.
أجندة القمة كانت مكثفة ومتنوعة، وكأنها مرآة تعكس تعقيدات وفرص الاقتصاد العالمي وتأثيراته على مصر. الجلسات لم تكتفِ باستعراض التقدم في برنامج الإصلاح الاقتصادي ورؤية مصر 2030، بل غاصت بعمق في فرص الاستثمار الواعدة. هل كنت تتخيل أن قطاعات مثل الصحة والسياحة والصناعة واللوجستيات، بالإضافة إلى العقارات والتنمية الحضرية، يمكن أن تجتمع كلها تحت مظلة واحدة للنقاش حول الاستثمار؟ هذا بالإضافة إلى تركيز خاص على تدفقات رأس المال الخليجي إلى مصر، وهو ما يعكس ثقة المنطقة في الاقتصاد المصري.
لم تكن النقاشات بعيدة عن الواقع، بل ركزت بشكل كبير على الابتكار والتطوير العمراني في العاصمة الإدارية الجديدة، اللي هي أساساً صرح للابتكار. ومين فينا ما سمعش عن مشروع رأس الحكمة؟ هذا المشروع العملاق، الذي يمثل أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، كان محورًا أساسيًا في المناقشات، وده بيوريك حجم الطموح. كما شملت المناقشات قضايا حيوية زي التكنولوجيا العقارية (PropTech)، والملكية الجزئية، وأدوات التمويل الجديدة، ناهيك عن التكامل الحتمي بين قطاعي السياحة والعقار. يعني مش مجرد مباني، لأ دي رؤية متكاملة للمستقبل.
وإذا كانت القمة قد رسمت الخطوط العريضة ومهدت الطريق بالنقاشات العميقة والرؤى الاستراتيجية، فالمعرض الرئيسي لسيتي سكيب مصر 2025 هو المسرح الذي ستُعرض فيه هذه الرؤى على أرض الواقع. سينطلق المعرض غدًا، الموافق 24 سبتمبر، ويستمر حتى 27 من الشهر نفسه في مركز مصر للمعارض الدولية (EIEC) بالقاهرة الجديدة. هنا، ستتاح الفرصة لأبرز المطورين لعرض أحدث مشروعاتهم الطموحة. والأهم من كده، نسخة السنة دي هتشهد إطلاق جناح دولي جديد بمشاركة مطورين عالميين، وده بيعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية عقارية إقليمية ودولية. يعني مش بس بنستعرض اللي عندنا، إحنا كمان بنفتح أبوابنا للعالم.
في النهاية، ما نشهده اليوم في سيتي سكيب ليس مجرد فعاليات عقارية عابرة، بل هو تأكيد قاطع على أن مصر تسير بخطى واثقة نحو تحقيق رؤيتها التنموية الشاملة. إنها قصة طموح، وشراكة، وابتكار. قصة بلد لا تتوقف عن البناء، ليس فقط للطوب والأسمنت، بل لمستقبل أفضل لأبنائها وللمنطقة ككل. فهل يمكن لأي مستثمر أو مواطن ألا يرى في هذا المشهد المتكامل فرصة حقيقية للمساهمة في صياغة غدٍ مشرق؟ إنها دعوة مفتوحة لكل من يؤمن بأن مصر هي بالفعل قلب المنطقة النابض بالتنمية والفرص.