الإيثيريوم يرقص على حافة الـ 5000 دولار: هل بدأت رحلة الـ 9000 أم الـ 15000؟
يا ترى، إيه الشعور اللي بيسيطر على سوق العملات الرقمية دلوقتي؟ هو مزيج كده بين الإثارة والحذر، “طب استنى نشوف” بس في نفس الوقت “يا ريت ما يفوتنيش”. مؤشر الخوف والطمع التابع لـ CoinMarketCap، المؤشر ده اللي دايماً بيعكس الحالة النفسية للمتداولين، استقر عند 44. يعني إحنا على الحد الفاصل بين الخوف والحياد. المتداولون، أغلبهم يعني، واقفون على أهبة الاستعداد، لا يريدون العودة إلى السوق دون تأكيد أوضح وأكثر صراحة. لكن هنا تكمن الحكمة الحقيقية للمستثمرين المخضرمين؛ فالحذر هذا، في عالم الكريبتو بالذات، غالباً ما يكون إشارة قوية لإمكانات ضخمة مستخبية وراء الستار، تدفقات مستقبلية قد ترفع الأسعار إلى مستويات غير متوقعة. وكل الأنظار الآن تتجه نحو الإيثيريوم. لماذا الإيثيريوم بالذات؟ لأنه ببساطة هو قاطرة العملات البديلة (Altcoins)، ولو تحرك، فالسوق كله يتحرك وراءه.
همسات الفرصة الكبيرة
الكل يدرك أن الإيثيريوم ليس مجرد عملة رقمية أخرى، بل هو “Altcoin King” كما يحب البعض تسميته. حركته لا تحدد مساره الخاص فحسب، بل ترسم خريطة الطريق للسوق الأوسع. وإذا ما كان الإيثيريوم صعوديًا وبدا في طريقه لاختراق مستوى الـ 5000 دولار أو أكثر خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة – وهذا هو السؤال الأهم الذي يشغل الجميع حالياً – فإن ذلك سيعني عودة الزخم بقوة لسوق العملات البديلة. ساعتها، الفلوس يا صاحبي، ستكون جاهزة للتوجه نحو الأصول التي تحمل مخاطر أعلى ولكنها تعد بعوائد استثمارية أكبر. وهذا طبعاً سيفتح شهية المستثمرين للبحث عن المشاريع الصغيرة (small-cap) التي تتمتع بإمكانات نمو هائلة، والتي قد تحقق مكاسب خرافية إذا ما حلقت قاطرة الإيثيريوم عالياً.
الإيثيريوم يتألق ويطمح للـ 5000
العملة الرقمية الثانية الأكبر عالمياً أظهرت أداءً قوياً في سبتمبر، واستقرت عند 4639 دولارًا بعد ارتفاع تجاوز 13% خلال أسبوعين من قاعها عند 4070 دولارًا. هذا الارتفاع منح الإيثيريوم قيمة سوقية تقارب 560 مليار دولار، مع أحجام تداول يومية بلغت 27.9 مليار دولار، ما يعكس عودة قناعة قوية من جانب المتداولين الأفراد والمؤسسات على حد سواء. كل العيون تراقب الآن ما إذا كان الإيثيريوم قادرًا على اختراق سقف الـ 5000 دولار وبدء مسار صعودي نحو أهداف سعرية أعلى في الدورة الحالية.
مدٌ مؤسسي لا يتوقف
من يقف وراء هذا الدفع الهائل للإيثيريوم؟ بصراحة، الموضوع لم يعد مجرد عمليات شراء فردية. لقد دخلنا في مرحلة مختلفة تماماً: تبنٍ مؤسسي ضخم وغير مسبوق. فعلى سبيل المثال، شركة BitMine، الرائدة في إدارة احتياطيات الإيثيريوم، تتبع نهجًا مشابهًا لمايكل سايلور مع البيتكوين، ملتزمة باستمرار بشراء الإيثيريوم بغض النظر عن تحركات الأسعار. وهذا، في حد ذاته، يمثل ضغط طلب هائلاً ومستمرًا. أضف إلى ذلك، تزايد النشاط على السلسلة (on-chain) وآليات التضخم السلبي (deflationary mechanics) للشبكة، وكلها عوامل تشير إلى توقعات أساسية متفائلة للغاية. لا تنسَ أن الإيثيريوم سجّل يومًا تاريخيًا في تدفقات العملات المستقرة، بلغت 9 مليارات دولار في يوم واحد! يا جماعة، الرقم ده مش قليل أبدًا، ده مؤشر واضح على أن المؤسسات تضخ رؤوس أموال ضخمة وتشتري بكميات كبيرة.
صناديق المؤشرات المتداولة والحيتان: عوامل تغيير اللعبة
ربما كان التغيير الأكبر الذي أعاد تشكيل هيكل سوق الإيثيريوم هو إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الفورية للإيثيريوم (Spot ETH ETFs) في الولايات المتحدة. هذه الصناديق اجتذبت تدفقات فاقت الـ 11 مليار دولار منذ بداية العام، وشهدت أسابيع منفردة تدفقات تجاوزت 2.8 مليار دولار. “بلاك روك”، عبر صندوقها iShares Ethereum، كانت في الطليعة، جاذبة للسيولة من المؤسسات الأمريكية ودافعة باتجاه امتصاص المعروض على المدى الطويل.
ليس هذا فحسب، بل إن “الحيتان” – كبار حاملي العملة – قاموا بتعزيز الطلب بشكل كبير. فالمحافظ التي تحتفظ بما بين 10 آلاف و100 ألف إيثيريوم قامت بتجميع حوالي 6 ملايين عملة خلال الصيف، رافعة إجمالي حيازاتها إلى 20.6 مليون إيثيريوم. وهذه المراكز الثقيلة لا تُنظر إليها على أنها مضاربات قصيرة المدى، بل هي إشارات استراتيجية طويلة الأجل، تعكس توجه وول ستريت والمستثمرين الأثرياء نحو دمج الإيثيريوم في هياكل خزائنهم ونماذج تخصيص الأصول الخاصة بهم.
شح المعروض يلهب الأسعار
هذه التدفقات الكبيرة ترافقها ظاهرة أخرى تزيد من الضغط الصعودي: تقلص المعروض المتداول عبر عدة قنوات. لقد انخفضت احتياطيات الإيثيريوم في البورصات إلى 18.8 مليون ETH فقط، وهو أدنى مستوى منذ عام 2016، مما يؤكد تفضيل المستثمرين للاحتفاظ بعملاتهم أو تكديسها (staking) بدلاً من تركها متاحة للبيع. والحديث عن التكديس، فقد بلغت العملات المكدسة مستوى قياسيًا عند 36.2 مليون ETH، أي ما يقارب ثلث إجمالي المعروض. هذا المزيج من الطلب المتزايد والمعروض المتناقص يخلق فجوة في السيولة تضخم ردود فعل الأسعار مع أي تسارع في الطلب.
قوة الشبكة وأهدافها الجريئة
أساسيات شبكة الإيثيريوم نفسها تعكس التقدم السعري الملحوظ. فقد ارتفعت معاملات الشبكة إلى 1.7 مليون معاملة يوميًا، بينما بلغت العناوين النشطة 800 ألف، وهي مستويات تتجاوز ذروات الدورات السابقة. كما تتسارع أنشطة العقود الذكية، مسجلة أكثر من 12 مليون استدعاء يومي للعقود في أغسطس، ما يؤكد دور الإيثيريوم كعمود فقري للتمويل اللامركزي والأصول المرمزة.
المحللون الفنيون، هؤلاء اللي بيقرأوا حركة الأسعار كأنها كتاب مفتوح، يرون مؤشرات صعودية واضحة. الخبير CryptoElites أشار إلى أن “الإيثيريوم اخترق أخيرًا مقاومة طويلة الأجل مهمة”، ووصف ذلك بأنه “سيناريو كلاسيكي للاختراق ثم إعادة الاختبار”. وحسب الرسوم البيانية التي قدمها، فإن هذا يمهد الطريق لمواصلة الاتجاه الصاعد إلى ما بعد مستوى 5000 دولار وصولًا إلى 9000 دولار في عام 2025، ما يمثل أكثر من ضعف السعر الحالي. وبالمثل، يرى المحلل دونالد دين أن الإيثيريوم في طور اختراق نموذج الوتد الهابط، مقدمًا ثلاثة أهداف سعرية: 5766 دولارًا، 6658 دولارًا، و9547 دولارًا.
وإذا ما بلغ الإيثيريوم 9000 دولار، فإن ذلك سيضيف حوالي 500 مليار دولار إلى قيمته السوقية، ما يرفع سقف الارتفاعات المحتملة للعملات البديلة الأخرى. ولهذا يركّز الخبراء الآن على مشاريع أصغر يُتوقع أن تتفوق على السوق في الأشهر المقبلة وتحقق عوائد ملفتة، مثل مشروع Bitcoin Hyper (HYPER) الذي يشهد إقبالاً قوياً في جولته المسبقة، جامعاً ما يقارب 15 مليون دولار، مع تدفقات يومية تتراوح بين 200 و 300 ألف دولار.
نظرة فنية عميقة
من منظور فني بحت، يتداول زوج ETH-USD في قناة صاعدة مع قيعان أعلى وزخم مستمر. تم تأكيد الاختراق فوق 4450 دولارًا عبر شموع ابتلاعية صعودية قوية، ما أسس قاعدة أعلى عند 4425 دولارًا. الدعم القريب يقع عند 4550 و4425 دولارًا، متماشيًا مع المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا، بينما تتجمع مستويات المقاومة عند 4760 و4945 و5135 دولارًا. المحللون يشيرون إلى أن إغلاقًا يوميًا حاسمًا فوق 4760 دولارًا سيمهد الطريق لاختبار 4945 دولارًا، وإذا استمر الزخم، قد يتبعه 5135 دولارًا. أما المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 3994 دولارًا فيبقى أرضية طويلة الأجل للمستثمرين الذين يتابعون مخاطر الهبوط.
هل يمكن أن يصل إلى 15 ألف دولار؟
الوضع هذا كله، يا صديقي، يطرح سؤالاً جوهرياً: هل نحن أمام تحول تاريخي في سوق العملات الرقمية؟ مزيج التدفقات المؤسسية، وتراكم الشركات في خزائنها، وتبني حلول الطبقة الثانية (Layer 2)، كل ذلك ليس مجرد حركات سعرية عابرة. إنه يبني أرضية صلبة لمستقبل الإيثيريوم. المحللون يتحدثون عن هدف بعيد المدى قد يصل إلى 15 ألف دولار. متخيل الرقم ده؟ الموضوع لم يعد مجرد تكهنات لمضاربين على الإنترنت، بل إن “وول ستريت” نفسها هي من تدمج الإيثيريوم في خططها الاستثمارية.
الخوف الذي سيطر على السوق ربما كان مجرد سحابة صيف عابرة، تحتها كان هناك عمل دؤوب ومتواصل لبناء مستقبل الأصول الرقمية. فهل الإيثيريوم فعلاً في طريقه لتغيير قواعد اللعبة وإعادة تعريف الثروة في العصر الرقمي؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، ولكن المؤشرات كلها تقول إن الرحلة قد بدأت، وهي رحلة لن تكون عادية أبدًا.